عائدة من الموت.. فتاة تروي تفاصيل مقتل 5 من أسرتها على يد والدها بأسيوط
صورة أرشيفية
لم تتخيل الفتاة ذات الـ13 عامًا أنها ستكون شاهدة على مذبحة أسرية ارتكبها والدها، حيث شاهدت قتله لأمه "جدتها"، كما حاول قتلها إلا أنه لم يتمكن من ذلك.
وعندما أفاقت الفتاة من الغيوبة، شاهدت جثث أمها وجدتها وشقيقاتها الثلاث "متفحمة"، نتيجة الحريق الذى التهم أجسادهن، لتروي تفاصيل مرعبة غلّفت مذبحة مركز البدري بأسيوط.
وجاء فى التحريات والتحقيقات أن الفتاة الناجية من الحريق، قررت أن والدها أخبر والدتها يوم الجمعة الماضية بعودته إلى البيت من عمله بمزرعة بمحافظة القاهرة، فاستقبلته هي ووالدتها وجدتها وشقيقاتها الثلاث في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وعندما خلدن إلى النوم صحب والدها أمه إلى غرفته، ولما طال غياب جدتها عنها ولم تعد إليها، استطلعت أمرها فوجدتها ملقاة على سرير غرفة نوم والديها باسطة ذراعيها.
وأضافت الفتاة أنها اتهمت والدها بقتل جدتها، والذي تعدى عليها بالضرب لما سمع ذلك منها، ثم نقل أسطوانة غاز -أنبوبة بوتاجاز- إلى الطابق الذي تواجدت الباقيات فيه بعد أن تأكد من امتلائها، ثم باغتها أثناء تواجدها بالمطبخ وخنقها بحبل قاصدًا قتلها، فسقطت مغشيًا عليها، ثم أفاقت على تجمع الأهالي واحتراق العقار، إذ أصيبت بآثار حرق في يدها اليمنى، فنقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج.
فيما أكد الأب المتهم بارتكاب المذبحة ما جاء على لسان الناجية الوحيدة، حيث أقر بارتكاب الواقعة أثناء مثوله أمام جهات التحقيق، بسبب علاقة عاطفية بينه وبين امرأة أخرى أفصحت له عن رغبتها في الانفصال عن زوجها والارتباط به، ما دفعه إلى العزم على التخلص من زوجته وبناته ووالدته، فأخبرهن بعودته إلى البيت ليلة يوم الواقعة.
ولما وصل إليهن في صباح هذا اليوم وخلد المجني عليهن إلى النوم خنقنهن، وصحب والدته إلى غرفة أخرى خلاف التي كانت فيها وخنقها، ثم خنق ابنته التي نجت ظنًا منه بوفاتها عندما غابت عن الوعي، وأشعل النار بعد ذلك بمراتب الاسرّة التي كان ينام عليها المجني عليهن، وفي باقي العقار مستخدمًا أسطوانة الغاز.
وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وصحبته لإجراء معاينة حاكى فيها كيفية ارتكاب الواقعة بالعقار محل الحادث، وجاري استكمال التحقيقات.
وكانت النيابة العامة قد تلقت إخطارًا باندلاع حريق بالعقار المملوك لوالدة المتهم بمركز البداري بمحافظة أسيوط في الثامن عشر من شهر يوليو الجاري، ووفاة المذكورة وزوجة المتهم وثلاث فتيات من بناته ونجاة إحداهن ونقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وعاينت النيابة العامة العقار المحترق، وناظرت جثامين المتوفيات المتفحمة، وانتدبت الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية عليهن، وكذلك خبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لمعاينة العقار ورفع الآثار المادية به، للوقوف على كيفية إشعال النار فيه.