م الآخر| من يكتب التاريخ؟
في ظل ما تعيشه مصر الأن، من تحول سياسي، وفترة انتقالية، وتغير الرئيس، وهدوء حدة المشهد الثائر؛ نقرأ ونشاهد ونسمع ونكتب ونعلق ونرد، لكي نتبنى في نهاية المطاف آراء وتوجهات وميول لطرف بعينه.
وفي سياق ذلك، نتساءل، ماذا سيكتب عنا التاريخ؟، وكيف سيسجل ما نمر به؟، وماذا تحتوي أقلام المؤرخين الأن؟، من سينتقد؟، ومع من سيقف؟.
هذا ما يُطرح الأن على ألسنة الشاشات الإعلامية، وهذا ما يتبادر بأذهاننا، ولكن لم نسأل، من سيكتب التاريخ؟، أي العقول الذي ستتبنى هذه المهمة الصعبة؟، ومن سينتوي أن يقف بأرض الحياد، لينقل المشهد الحالي كما أنزل، ولا يحُرف به كما تريد أهواءه.
من يكتب التاريخ، عليه أن يتصدى لميوله، وعليه أن يدرك أن حروفه سيثقل بها أبناءنا وأحفادنا، وتاريخنا. عليه أيضا ألا يسهى عن حقوق الشهداء، أيا كانت انتماءاتهم، وعليه تسجيل ما أصدر في حقهم من أحكاماً ظالمة، سواء أن كانوا إخوان أو اللا"إخوان".
عليه أن يترك مصالحه جانباَ، وأن يبتعد عن تطبيل الإعلاميين "المهلالاتية"، وعليه أن ينزع نفسه من رجال النظام، ومن رجال الإخوان، وأن يكون من رجال هذا الشعب، بلسانهم وبعقولهم، يكتب، وبخوفهم على مصلحة الوطن، يؤرخ.
حينما نقرأ في كُتب التاريخ اليوم، وعلى سبيل المثال، فأغلبنا أراد أن يقرأ عن جماعات الإخوان ليعرف إن كانوا ظالمين أم مظلومين، قاهرين أم مقهورين، فكنا نود أن نبحث عن الحقيقة، وليس ما تتمناه ميولنا.
خلاصة القول: التاريخ يبقى كـ"سيرة حياتك"..فإن كنت تنوي أن تخدع قراءك يوما ما..فاترك هذه المهمة لأصحاب العقول الرحيمة.