لا أستبعد أن يظهر قريباً برومو لحلقة من حلقات ريهام سعيد، تعلن فيه أنها ستستضيف «إبليس» شخصياً، ويظهر أمامها «إبليس» مقهوراً ناظراً إلى الأرض فى خجل، وهى تصرخ فيه: انت إزاى تعصى ربنا يا نيلة انت.. اطلع برة يا حيوان، ثم يحترق «إبليس» على الهواء و«ريهام» تضحك على طريقة «الساحرة سونيا» فى مغامرات «بطوط»: نياهاااهاااا.
لنتحدث ببعض الجدية.
صحيح لن أعدكم بذلك، لكن سنحاول.
عرفنا برامج المسابقات، والترفيه، والتوك شو، قبل أن تنتشر فى مصر برامج «الشحاتة»، والغريب أن هذه «السكة» لم تكن سكة ريهام سعيد فى بداية برنامجها الذى عرفت من زملائى المُعدين أنها كانت تهتم فيه بأشياء لها علاقة بالتخسيس والريجيم.. والاغتصاب!!
وعلى ما يبدو فإن هذه السكة أصبحت مبتذلة لدرجة أكبر من ريهام سعيد نفسها، وهكذا قررت أن تتجه إلى برامج الشحاتة.
سيقول أحدهم -وأنا معه- طالما أنها تفعل الخير، وتساعد الناس، فلماذا تهاجمها؟ والإجابة: أنا لا أهاجمها، لكن أهاجم أسلوبها، كما أن هناك واقعة تعرفها ريهام سعيد جيداً حين اتصلت بها إحدى الجمعيات الخيرية معلنة استعدادها لإجراء 100 عملية قلب مفتوح مجاناً بالتعاون مع البرنامج، فردت «ريهام»: لأ.. ابعتوا لى فلوسهم على الحساب وأنا هتصرف، وطبعاً لم يحدث شىء.
عموماً ليس هذا تشكيكاً فى «ريهام» وذمتها، لكنها واقعة من وقائع كثيرة تستحق النظر فى أسلوب «ريهام» نفسها. «ريهام» التى تتشاجر مع ضيوفها ولا تحترمهم، و«ريهام» التى تفضح كواليس اتفاقها مع المصادر على الهواء بغرض الشو، و«ريهام» التى تتحدث عن الخير بنبرة باردة ووجه جامد، قبل أن تخرج فى مسلسل تدخن فيه السجائر بشراهة وتتحدث بطريقة مبتذلة، وأخيراً «ريهام» التى تأتى بضيفة ملحدة لا لشىء إلا لكى تفتعل شجاراً معها على الهواء، وتقول لها: «انتى مجنونة»، لينزل الفيديو على «اليوتيوب» بعنوان: «ريهام سعيد تطرد ملحدة على الهواء بسبب تطاولها على النبى محمد».
جدعة يا «ريهام». شاطرة يا «ريهام». برافو يا «ريهام»، لكن أخبرينى يا «ريهام»، ماذا كان هدف الحلقة أصلاً؟؟ الحوار، أم الخروج بـ«بنط» يسهل الخروج به بشكل محترم من حوار منطقى وعقلانى يحترم الآخر، إن لم يكن لأنه إنسان، فعلى الأقل لكى تعطى صورة جيدة للمسلمة التى تحاور الآخر أياً كان، وتحترمه.
لكن «ريهام» مبسوطة بالحلقة، كما كانت مبسوطة بحلقة كادت تتجدد فيها الفتنة بسببها فى قرى الصعيد، كما أنها وجه مناسب تتعاون معه «الداخلية» لكى تنزل فى جولات الأمن المركزى، وإذا سألت أحدهم يقول لك: أصلها بتخاطب شريحة عايزينها.
بدأ موضوع الشرائح أصلاً بتوفيق عكاشة.. «الراجل ده بيكلم ال سى كلاس يا محمد».. هكذا قالها لى مسئول رفيع المستوى مبرراً استعانتهم بـ«العكش»: «هو صحيح بيهرتل وبطلنا نتعامل معاه، لكن ناس كتيرة بتسمعه»!!!
إذا كان رب الإعلام (حضرة المسئول المهم) بالدف ضارباً، فشيمة أهل الإعلام توفيق عكاشة وريهام سعيد.
ستسألنى: وهل معنى كلامك أن ريهام سعيد وتوفيق عكاشة أجهزة؟؟
وأقول لك: لأ طبعاً.. «ريهام» مش أجهزة.. «ريهام» جهاز قائم بذاته.
تقول الأسطورة إن الحطابين الممسوسين فى رومانيا حين يصير القمر بدراً يتحولون إلى ريهام سعيد، وهى أول مصاص دماء إعلامى يظهر فى «النهار». الواقع أننى أجد شريف مدكور أهم منها.. «شريف» يقدم «شو» يتعلق بالأسرة، ويبتذل البعض حين يسخرون من طريقة كلامه التى هى «خلقة ربنا» رابطين إياها بخيال مريض، وصور كلاسيكية غبية قديمة عن شاب رقيع يلبس السلسلة ويمضغ العلك بصوت مسموع، لكن هذه الصورة مع الوقت تبدلت، لأن الرجل ليس بشكله، ولا طريقة كلامه، وشريف مدكور لم يدّعِ النضال، ولم يدّعِ أنه يقدم: «اللى مالهوش فيه». بالطبع ريهام سعيد إعلامية ناجحة، لكن فى أى منظومة وبأى أسلوب؟.. هذا هو السؤال. ريهام سعيد ليست بهذا السوء ولها كل احترام، خصوصاً بعد اكتشافى لفائدة ضخمة فى وجود ريهام سعيد فى الحياة، حين صرخت زوجتى فى ابنى الأكبر: هتشرب اللبن ولّا أفرجك على ريهام سعيد.. والحمد لله.. الواد شرب اللبن.