أحمد بدير يحكي ذكرياته مع شيخ الملقنين: قولت إفيهاته على المسرح
بدير: زيان شاركني 90% من مسرحياتي.. وكان بيمثل لو فنان غاب
أحمد بدير
مشوار تجاوز العشرين عاما قضاها شيخ الملقنين محمد زيان في المسارح المصرية، بادئًا كممثل ومنهيًا حياته ملقنًا معروفا، في المرة الأولى لحواره مع "الوطن"، تزامن مع مشاركته كملقن في مسرحية "غيببوبة"، عام 2015، للنجم أحمد بدير، والذي تحدث عنه زيان بكل ود واحترام.
الود نفسه تحدث به النجم بدير عن رفيق مشواره المسرحي محمد زيان، الذي وافته المنية أول أمس الاثنين، ليقول بدير، في حديثه، لـ"الوطن"، إن زيان شاركه في 90% من مسرحياته ورافقه في السفر لعرض المسرحيات في عدد كبير من الدول العربية لمرات عديدة.
من الأساتذة الكبار في تاريخ التلقين
واستكمل النجم المسرحي بوصفه لزيانه بأنه كان "حبوب ولذيذ"، وشديد التجاوب مع الممثلين على خشبة المسرح، لدرجة وصلت إلى إلقاءه "إفيهات" يتقفها منه بدير ويقولها على المسرح بقلب مطنئن أنها ستلقى صدى لدى الجمهور.
"المُلقّن" هو القلب النابض للعمل المسرحي والمايسترو الخاص كما كان يصفه "زيان"، يقبع داخل الفتحة المصممة في أرضية خشبة المسرح، التي تكون بزاوية ميل 5 درجات بارتفاع من 30 - 40 سم، حسب مساحة المسرح، ويستند من خلالها الملقن على خشبة المسرح ويطلق عليها "الكمبوشة"، يُذكّر الممثلين بالجمل والحركات التالية.
كان لقرار إلغاء "الكمبوشة" قبل 15عاما أثره السلبي على زيان، وتضرر من وقوف الملقن إلى جانب الكواليس لتلقين الممثلين، رغم هدف الإلغاء الذي رأت الفنانة سميحة أيوب مديرة المسرح القومي حينها، وجوب حفظ الممثل للدور وعدم الاعتماد على ملقّن، إلا أن النجم أحمد بدير يرى أن دور الملقن لم يتقلص لوجوده في الكواليس، بينما اعتبر وجود زيان في هذا المكان يتحدث مع الفنانين الداخل والخارج من خشبة المسرح مصدر طاقة، كانت تنبع من شخصيته المرحة والمحبة.
"النجوم الكبار (الحفّيظة) بردو بيحتاجوا الملقن"، كان ذلك رأي زيان، بأن الفنانين المتمكنين والحافظين لأدوارهم جيّدًا يحتاجون للملقن لكثرة أخطاء من يؤدون أدوارًا أمامهم ونسيانهم للنصوص، فيحتاج أن يُذكر الملقن الممثل الآخر، ولم يختلف "بدير" حول ذلك مضيفًا بأن الفنان يحتاج إلى شخص "الملقن" ليكون مطمئنا في وجوده "ساعات في المسرح فجأة جملة توقف على لسان الممثل، فاللي بعديه يعطل واللي بعديه يعطل، عشان كدة كان وجود الملقن، وخصوصا زيان مهم جدا".
كان التمثيل هدف زيان الأول، إلى أن رأى فيه النجم محمود المليجي ملقنًا ممتازًا، ومن عرض مسرحية "مبروك" للمليجي في السبعينات احترف التلقين، إلا أن موهبته في التمثيل فرضت نفسها في أوقات كثيرة وزادته تميزا عن غيره من الملقنين، إذ يتذكر بدير الاستعانة به كممثل في بعض العروض المسرحية إذا حدث وتعذر حضور ممثل الدور في هذه الليلة، وأرجع ذلك إلى موهبته في التمثيل غير إتقانه لحفظ كل أدوار المسرحية.