م الآخر| أمور لا تحتمل أي إهمال

كتب: محمود عبد القادر

 م الآخر| أمور لا تحتمل أي إهمال

م الآخر| أمور لا تحتمل أي إهمال

طبيعي أن الإنسان لا يفعل كل شىء صحيح، وإنما يخطئ ويصيب؛ فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ" (رواه أنس بن مالك في الجامع الصغير)، ولكن هناك أمور تتطلب الحرص المبالغ فيه؛ لأن الخطأ فيها يكون خطًأ قاتلًا يقضي على الأخضر واليابس، فمثلًا كلنا نخطئ في عملنا لكن هناك مهن الخطأ فيها لا يغتفر، كخطأ الطبيب وخطأ صراف البنك مثلًا، وهناك أمور كثيرة من هذا القبيل يتهاون فيها الكثير، منها اللعب بالنار وألعاب أخرى تكون عواقبها وخيمة، كقراءة الفنجان على سبيل المزاح؛ فمن يفعل ذلك يتعرض للمسّ من الجن؛ فيجعله هذا المسّ يقرأ الفنجان قراءة صحيحة بجد لا مزاح، ولكن المسّ طبعًا يؤذيه أشد الإيذاء. ومن الأمور التي يتهاون فيها الكثير الاهتمام بالصحة، وإهمال الإنسان في صحته؛ يؤدي لعواقب وخيمة؛ لأن أمراضًا كثيرة لا تظهر أعراضها إلا بعد استفحالها. إننا لا نستطيع أبدًا أن ننكر اجتهاد وزارة الصحة منذ القِدم، ولو أفردنا لذكر ذلك الصدد مجلدات لما كفت، ولكننا يهمنا أن يكون هذا الاجتهاد في موضعه، فمثلًا بذلت وزارة الصحة جهودًا لا حدود لها في التوعية بأضرار التدخين في الإعلام. في حين وجود أمور أخرى غاية في ضرورة التنويه عنها، مثل أهمية الفحص الطبي الدوري، وخطورة الإصابة ببكتيريا الأميبا (التي تصيب الإنسان من الأكل الملوث)؛ فتسبب الأنيميا، وطبعًا معظم شبابنا مصابون بهذه البكتيريا؛ لأن معظمهم يأكلون أكلًا ملوثًا، وطبعًا لا يكتشف أحدهم ذلك إلا بالصدفة عندما يجري تحاليل طبية. من الأمور التي تحتاج أيضًا إلى تنويه شديد، ضرورة إجراء فحوصات طبية دورية، وتحاليل كل فترة للاطمئنان، فلقد كنت مهملًا في الأمر الأخير، لكن موقف حدث أفاقني؛ فقد شعرت بألم بإحدى "ضروسي"؛ فذهبت لطبيب الأسنان ليخبرني أن لدي ضرسين ـ غير الضرس التي تؤلمني ـ تحتاجان إلى حشو أعصاب، وأني لو كنت أهملتهما أكثر من ذلك؛ لاحتاجتا إلى الخلع، فأخبرته أنهما لم تؤلماني من قبل، فرد علي بأن هناك كثيرًا من الأمراض لا تظهر أعراضها إلا بعد استفحالها؛ لذا على الإنسان الفحص الطبي الدوري، وبعد أن خرجت من عيادة الأسنان شعرت بأهمية الفحص الطبي، وفي اليوم التالي على الفور أجريت مجموعة من التحاليل؛ كشفت لي عن أمراض وأمور أسير الآن في علاجها.