إسرائيل تجمد المفاوضات رسمياً مع الفلسطينيين بعد «المصالحة»

إسرائيل تجمد المفاوضات رسمياً مع الفلسطينيين بعد «المصالحة»
أعلن مجلس الوزراء الإسرائيلى، أمس، تعليق المفاوضات رسمياً مع السلطة الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق إطار لبدء مفاوضات السلام بين الجانبين.
وقالت صحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية، إنه بعد 5 ساعات كاملة من المناقشات بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزراء المجموعة الأمنية السياسية، أعلن «نتنياهو» أن إسرائيل لن تجرى مفاوضات مع حكومة وحدة فلسطينية تكون حركة «حماس» عضواً بها، فيما قالت الصحيفة الإسرائيلية إنه نظراً لأن حكومة الوحدة الفلسطينية أصبحت أمراً واقعاً بالنسبة لإسرائيل، فإن مجلس الوزراء ليس أمامه إلا التفاوض على شروط وظروف المفاوضات وتعليقها وليس وقفها نهائياً.
وقالت الحكومة الإسرائيلية، إنها قررت تعليق المفاوضات مع الحكومة الفلسطينية بالصورة الجديدة المقرر تشكيلها، حتى إن لم يشارك بها وزراء من داخل «حماس» نفسها. وأضافت: «سيجرى فرض حظر على أى حكومة فلسطينية تكون حماس طرفاً فيها، لأن حماس منظمة إرهابية تدعو إلى تدمير إسرائيل»، فيما ردت السلطة الفلسطينية بالتأكيد على أن الحكومة الفلسطينية تبحث سبل الرد على قرار تعليق المفاوضات.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى إن قرار السلطة الفلسطينية بتشكيل حكومة ائتلافية مع «حماس»، يشكل خطوة كبيرة إلى الخلف فيما يتعلق بجهود السلام. وأضاف: «لن أتفاوض مع حكومة يدعمها تنظيم إرهابى»، داعياً الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبومازن، إلى التراجع عن قرار المصالحة الفلسطينية والسماح بمشاركة «حماس» فى الحكومة. وقال: «أعتقد أن تلك الحكومة يجرى العمل بها منذ أسابيع ويجرى التخطيط لها منذ فترة».
وكشفت مصادر أمنية بارزة، لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، عن أن الحكومة الإسرائيلية بدأت الاستعداد للتغييرات التى تجرى فى الأراضى المحتلة، حيث إن التعريف السائد فى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية منذ إبرام اتفاق المصالحة قبل أيام، هو أن «إسرائيل تخطو نحو المجهول». وأضافت: «المصالحة الفلسطينية جاءت بشكل مفاجئ لمنظومة الأمن والاستخبارات فى إسرائيل، حيث إن الاستخبارات الإسرائيلية كانت على علم بأن تلك الاتفاقية كانت ستحدث، إلا أنها لم تكن تتوقع أن تحدث بهذه السرعة».
فى الوقت ذاته، أعربت وزيرة العدل الإسرائيلية والمسئولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، تسيبى ليفنى، أنها تأمل فى «فشل» الوحدة بين «حماس» و«فتح». وأضافت: «لم نغلق الباب تماماً على المفاوضات. ولن أقدم أمراً يتعارض مع مصلحة إسرائيل من وجهة نظرى، حين أرى أن مصلحة إسرائيل فى إجراء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع (حماس) سأفعل هذا، حتى وإن كان هذا من خلال طريق (أبومازن) فى التصالح معهم».
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، إنه يعتقد أن ثمة سبيلاً للمضى قدماً نحو إبرام اتفاق السلام، حتى بالرغم من تجميد المحادثات بشكل مفاجئ من الجانب الإسرائيلى. وأضاف: «على القادة من الجانبين تقديم تسويات ضرورية بحيث يمكن أن تستمر المفاوضات التى بدأت قبل 9 أشهر بعد انتهاء مهلة 29 أبريل الحالى. لن نتخلى مطلقاً عن أملنا أو التزامنا نحو فرص السلام»، فيما نقلت «إسرائيل اليوم» عن «كيرى»، قوله إنه «محبط من اتفاق المصالحة بين الجانبين».
وطالبت «إسرائيل اليوم» الحكومة الإسرائيلية بشن حملة دولية فى كافة دول العالم الغربى لوضع أوروبا أمام الأمر الواقع لإعادة النظر فى مليارات الدولارات التى تمنحها مساعدة للفلسطينيين، مؤكدة أن «أبومازن» هو من اختار قرار التخلى عن التزاماته تجاه عملية السلام.
«ليفنى»: آمل فشل الوحدة بين «فتح وحماس» و«كيرى»: على الجانبين تقديم تسويات لـ«السلام»