أهدى أغنية لروح والده.. عدوية شعبان عبدالرحيم لــ"الوطن": حاسس روحه معايا
نجل شعبولا: اتعلمت من عدوية "بنج بنج" ودندنت لأبويا أغاني جورج وسوف
عدوية شعبان عبدالرحيم يقبل يد والده
على صوت الناي الممزوج بمعزوفة وترية حزينة من مقام الصبا، قرر عدوية شعبان عبدالرحيم، بدء أولى خطواته في عالم الغنوة الشعبية من جوار قبر أبيه في قليوب، وقبل أيام من أول عيد ميلاد لـ"الريس شعبان"، الذي رحل في ديسمبر الماضي.
نبرة حزينة في غنوته لأبيه ولمرارة الأيام، حملت لون مختلف عن "شعبولا"، الذي كان له لحنه الخاص الموحد وشاعره المفضل، يحكي عن صوت صاحب الأغنية الشعبية السياسية الذي يرن في أذنه وصورته أمامه عينيه يعيش عليها، ولكن حدوتة من مدرسة الموال والغنوة الحزينة، تناسب لحظات الوداع، فكانت "غابت شمس عمري"، واسم يتوافق مع أمنية الأب بأن يصبح مثل صديق عمره "عدوية".
نجل شعبان عبدالرحيم: صداقة أبويا بـ"عم أحمد عدوية" سبب اسمي ولما بيشوفني بيقولي أوعى تعمل مصيبة يجوا يقفشوني
"أبويا بداية كل حاجة كويسة، والغنوة دي مش بس علشانه، وإنما هو أصلا اللي خلاني أغنيها"، كلمات "عدوية" قد تستغربها في البداية، ولكن عندما تسمع نجل شعبان عبدالرحيم الثلاثيني، تدرك أن انطلاقته الأولى لغناء اللون الشعبي الطربي، كان الأصل فيه شعبان عبدالرحيم، "لما أبويا مات، لقيت عم مصطفى السويفي، صاحب عمره، بيكلمني، ويقولي أبوك، قالي إنك بتغني لون طربي مختلف عن إخواتك، وعايز اسمعك".
في الوقت الذي كان يفكر فيه السويفي في إنتاج أغنية لنجل شعبان عبدالرحيم، كان "عدوية" جاءته فكرة بأن تكون أول أغنياته لوالده ويهديها لروحه، "سمعني عم سويفي، وحب صوتي، وقالي هنتج لك، وفعلا مضيت معاه، وبقت شركته بيتي التاني، زي بيت أبويا اللي مفارقتوش وقاعد فيه"، ليبدأ جلسات عمل الأغنية مع الشاعر سامح الكومي، وحكى له عن فكرته، والتي ترجمت في إحدى كوبليهات الأغنية: "دايما حاسس وجوده.. ده حتى صوته أنا مش ناسيه.. وفي كل مكان بروحه .. بحس روحه معايا فيه".
نجل شعبان عبدالرحيم: أخويا سيد ملحن الأغنية وصحاب عمره أنتجها وأبويا قالي غني لنفسك مش لغيرك
"غابت شمس عمري"، لم يحضر فيها ابن واحد لشعبان عبدالرحيم، وإنما ألحانها كانت لسيد شعبان عبدالرحيم، الذي كان يعزف في فرقة أبيه من قبل، بحسب كلمات "عدوية"، ليجتمع الشقيقان في عمل واحد يوفي للأب شعبان عبدالرحيم، وبلون بعيد عن الأب، فالأغنية من مدرسة لها أصحابها كـ"عدوية، وعبدالباسط حمودة"، ومن بعدهم "طارق الشيخ، ومحمود الليثي" حاليا، وفق رؤية نجل "شعبولا".
مواقف عديدة لا تغيب من ذاكرة "عدوية" عن والده، "آخر مرة شافني قبل ما يتعب، اداني فلوس، واشتريت جاكيت، ورحت وريتهوله، وقلت له ده من خيرك"، كما لاي نسى نصائحه له، "غني لنفسك، متغنيش حاجة لغيرك، غني حاجتك بس، واللون اللي بتحبه".
يضحك عدوية أثناء سؤاله عن اسمه الحقيقي، ويتذكر أبيه، كلاهما كان لديه اسم مستعار، "أبويا اسمه الحقيقي قاسم عبدالرحيم، وسموه شعبان علشان اتولد في شهر شعبان، ودايما كنا بنحب نهزر معاه في شهر شعبان كل سنة لما القمر يكتمل، ونحط صورته على نص صورة للقمر، ونقوله، أنت كدة نص شعبان، أما أنا اسمي الحقيقي حسام قاسم عبدالرحيم".
صداقة شعبان عبدالرحيم بـ"صاحب الجمال"، مطرب الأغنية الشعبية المخضرم أحمد عدوية، وحبه ومعزته له، كان السبب في تسمية نجله "حسام" على اسمه، "سماني عدوية، يمكن اطلع زيه، عم أحمد لا هيجي قبله ولا بعده، وكل اللي موجود واللي هيجي هيفضل يغني له"، مشيرا إلى أنه دائما عندما يلتقي به، لا يخلو حديثهما من الدعابة، "يقولي أوعى تعمل مصيبة، يجوا يقفشوني أنا، ودايما اقعد أدندن معاه، وكان بيعلمني أغانيه، زي بنج بنج وغيرها".
عدوية شعبان عبدالرحيم : أغنيتي الجاية مع عبدالباسط حمودة وأبويا طلب مني أغنيها قبل وفاته
مشروع غنائي جديد، سيقدم عليه "عدوية" بعد "غابت سمش عمري"، وهو برعاية والده قبل وفاته أيضا، "كان دايما بيدعمني، ويحب يسمعني، بالذات وأنا بغني جورج وسوف، يوم الوداع، والأيام دي صعبة شوية، وقبل وفاته اداني أغنية وقالي اسمع كلامي وغنيها هتفرق معاك"، مشيرا إلى أنه يعكف الآن على إعدادها ويشاركه في الغناء صديق عمر والده عبدالباسط حمودة، وألحان سيد شعبان عبدالرحيم، "عم عبد الباسط صاحب وحبيب أيوا، وأي حد من ريحة أبويا أعزه وأقدره، ويبقى أغلى الناس".