بروفايل: خامنئي.. مواجهة "العدو الأكبر"
علي خامنئي
لم تنجح الهيبة والوقار الذى صنعه حول نفسه لسنوات طويلة فى حفظ ماء وجهه أو إخفاء هول الصدمة التى وقعت على بلاده بشكل مفاجئ لم يحسب له حساباً، فقد ذهب المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى إلى منزل قائد فيلق القدس قاسم سليمانى الذى تعرض للاغتيال صباح أمس الأول فى عملية أمريكية، وعلى وجهه علامات القلق والصدمة والمفاجأة، رغم ما كان يتخذه دائماً من التصعيد الدائم فى مواجهة العدو الأكبر أو «الشيطان الأعظم» كما يحب أن يسمى الولايات المتحدة.
تربع «خامنئى» على عرش النظام الإيرانى باعتباره القائد الثانى للثورة الإيرانية وفقاً لما ينص عليه دستور نظام «ولاية الفقيه» الذى أقرته الثورة الإيرانية، فهو الحاكم الفعلى للبلاد الذى يحق له عزل الرئيس بعد انتخابه آخذاً مصالح البلاد فى الاعتبار. منذ أن انتُخب «خامنئى» مرشداً أعلى للثورة الإيرانية فى عام 1989 فى اليوم التالى لرحيل الإمام الأول روح الله الخمينى، بات المحرك الأول لخطوط السياسة الإيرانية، وفقاً للمادة الخامسة من الدستور الإيرانى، إذ تصبح كل أحكامه نافذة واجبة الطاعة مهما يحدث.
تأثر «خامنئى» بروحانية أبيه مثلما صرح مسبقاً، إذ كانت دراسة الآداب والمقدمات عند والده وغيره من الأساتذة هى أساس حياته، كما أنه تتلمذ على يد الإمام الأول الخمينى، إلا أن البوارق الأولى لتحركه السياسى وعمله فى مواجهة نظام الشاه الإيرانى، أشعلها فى ذهنه رجل الدين الشيعى مجتبى نواب صفوى، فقد كان الخطاب الحماسى الذى ألقاه عام 1952 فى مدرسة «سليمان خان»، حول إحياء الإسلام وسيادة الأحكام الإلهية، هو بداية طريق «خامنئى» فى السياسة.
دائماً ما كانت سياسات «خامنئى» سبباً فى الاتهامات التى لاحقت بلاده بالتدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، لكن هذه المرة يجد «خامنئى» نفسه فى موقف صعب، فالرد على اغتيال «سليمانى» بسياسة الفتنة والمواجهة قد يجلب الويلات لبلاده إذا ما كانت حساباته خاطئة بشكل يدفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات أكثر شدة ضد إيران.