شهادة من جامعة الإسكندرية: "عبدالعاطي" فني معمل

كتب: سامى عبدالراضى

شهادة من جامعة الإسكندرية: "عبدالعاطي" فني معمل

شهادة من جامعة الإسكندرية: "عبدالعاطي" فني معمل

أثار إعلان القوات المسلحة عن اكتشاف علمى لإدارتها الهندسية جدلا كبيرا، وهو اختراع جهازين لاكتشاف فيروس «سى» والإيدز، وهما (c- fast) و(I- fast) وآخر للعلاج هو (CCD). الجدل ليس مرتبطا بالجهاز، فقرابة 18 مليون مصرى ينتظرون الأول من يوليو المقبل عندما تفتح القوات المسلحة مستشفياتها لتبدأ العلاج بالجهازين. الجدل مرتبط بمن ظهر فى مؤتمر القوات المسلحة وقدموه يومها على أنه اللواء دكتور إبراهيم عبدالعاطى، وتحدث الرجل عن الاختراع ووصفه بأنه تاريخى وعالمى ومثله مثل هرم الجيزة لا يمكن أن يباع أو يخرج من مصر، وتبين بعد ساعات من إعلان الكشف أن «عبدالعاطى» ليس لواءً بالقوات المسلحة إنما مُنح هذه الرتبة الشرفية نتيجة عمله بالفريق وجهده خلال سنوات حتى الوصول إلى هذا الكشف العلمى. مَن الدكتور إبراهيم عبدالعاطى؟ هذا الجدل جعل «الوطن» تبحث عن اللواء الدكتور عبدالعاطى وحقيقته، بعيدا عن «الكشف العلمى» الذى ينتظر الملايين نتائجه.. الأوراق والمستندات التى حصلت عليها «الوطن» تقول إن الرجل من مواليد النوبة فى أسوان عام 1947، وحضر مع أسرته إلى الإسكندرية وأقام هناك.. وكان عمره يقارب الـ18 عاما عندما بدأ العمل «فنى معمل» فى جامعة الإسكندرية.. ومن واقع «شهادة تزكية» صادرة عن كلية الطب قسم الفسيولوجيا يتضح أن الرجل فنى معامل.. تقول الشهادة التى كتبها أستاذ قسم الفسيولوجيا الدكتور حسنى أمين: «إبراهيم عبدالعاطى فنى معامل بقسم الفسيولوجيا بكلية الطب جامعة الإسكندرية يعمل تحت إشرافى من عام 1965 إلى الآن وأشهد له بالكفاءة الفنية والإتقان فى جميع أعمال المعامل العلمية بالقسم ولديه الخبرة الواسعة فى ذلك، خصوصا فى إصلاح وصيانة الأجهزة العلمية الدقيقة، ويمتاز بالمثابرة وبالتفانى ويصلح للعمل فى أى مختبرات علمية لما لديه من كفاءة عالية فى ذلك». علاقة إبراهيم عبدالعاطى بـ«الأعشاب» الرجل يقول عن نفسه: «وأنا مثلى لا يكذب.. أنا حافظ للقرآن.. وأنا رئيس جمعية الطب البديل العالمية». وكتب لافتة داخل شقته فى أبراج المهندسين بالمعادى: «اللهم اجعلها قبلة من تريد شفاءه».. الرجل له محال إقامة أخرى فى مناطق متفرقة فى مصر.. فى الإسكندرية وفى دمنهور بالبحيرة وفى دسوق بكفر الشيخ وفى فيصل والهرم والمقطم.. وكان يستقبل مرضاه فى شقة المعادى بكورنيش النيل.. ولم يضع لافتة دكتور أو علاج.. كان حريصا على أن من يدخل شقته يكون معروفا لديه أو حضر إليه عن طريق صديق أو معرفة له. ممارسة دون ترخيص استمر عمل «عبدالعاطى» بشقة المعادى طويلا.. حتى وقع خلاف بينه وبين فتاة كانت تساعده فى عمله أو بمعنى آخر مديرة لمكتبه أو سكرتيرة.. وفى أبريل سنة 2007 تقدمت الفتاة ببلاغ رسمى إلى وزارة الصحة، قالت فيه: «الرجاء التكرم بالإحاطة أن هناك شخصا يدعى إبراهيم عبدالعاطى السيد.. يمارس مهنة الطب دون ترخيص ويقوم بعلاج المرضى كطبيب ويتعامل معهم ويصنع لهم الأدوية ويعبئها فى كبسولات ومهنته الأصلية مساعد فنى معمل».. وأرفقت المبلغة مستندات تدعم بلاغها وأرقام تليفونات مرضى وعناوينهم.. وأضافت فى البلاغ: «يحضر الأعشاب بطريقة غير صحيحة وغير سليمة وفى أماكن ملوثة ويتقاضى مبالغ طائلة نظير هذا الكشف، والعلاج لا يفيد بل يؤدى إلى الموت السريع والانحدار الصحى».. وشرحت المبلغة فى شكواها: «صدرت أحكام ضد إبراهيم عبدالعاطى وأحكام أخرى بإغلاق أماكن كان يعمل بها منها القضية رقم 30238 لسنة 2007 جنح البساتين وعاقبته المحكمة بالحبس سنة وكفالة 1000 جنيه».. واختتمت: «أرجو اتخاذ اللازم وإنقاذ المرضى الذين يتعرضون للموت بسببه.. التوقيع نشوى ماهر محمد أبوزيد». «العلاج الحر» تداهم الشقة وتحركت وزارة الصحة بعد بلاغ نشوى ماهر وتوجه بعض الأطباء إلى مقر الشقة.. ويثبت مستند صادر عن مديرية الشئون الصحية بالقاهرة -وتحديدا إدارة العلاج الحر- أنه فى يوم 24 يونيو 2007 وبمعرفة الدكتورة فاطمة سعد عرابى مدير مساعد العلاج الحر والدكتورة سلوى زهران والدكتور ميشيل أيوب والرائد وليد هندى الضابط بمباحث التموين، أنه «بالمرور على المنشأة الخاصة بالأستاذ إبراهيم عبدالعاطى السيد وبحضوره تم ضبط تقارير معملية مسجل عليها توقيع الطبيب المعالج الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالعاطى بما يفيد انتحال صفة طبيب وضبط إعلانات داخل الشقة وخارجها توحى بممارسة الطب».. وتحرر محضر بالواقعة وأحيل «إبراهيم» إلى النيابة التى أحالت القضية بعد سماع أقوال أعضاء لجنة العلاج الحر وبعض المرضى. الحبس «سنة» قضت محكمة جنح البساتين بحبس إبراهيم عبدالعاطى عاماً.. وصدر الحكم فى شهر سبتمبر من نفس العام برئاسة المستشار عماد أبوالحسن رئيس المحكمة وحضور مصطفى خالد وكيل النيابة.. وواجه «عبدالعاطى» اتهامات بمزاولة مهنة الطب دون أن يكون مقيدا بسجل الأطباء وأعلن عن نفسه فى وسائل نشر.. وفى الاستئناف خفضت المحكمة الحكم إلى الحبس شهراً.. وألقى القبض على المتهم إبراهيم عبدالعاطى فى وقتها ونفذ أسبوعين ونجح فريق دفاعه الذى ضم الأساتذة عبدالسلام الصباغ وأحمد عبدالرحيم وسعيد أبوالعيسى وجميعهم من كفر الشيخ فى إيقاف تنفيذ الحكم وتمكنوا من إخلاء سبيله بعد الاستشكال والطعن على الحكم ولا تزال القضية منظورة حتى الآن.[FirstQuote] حكم آخر بالحبس الحكم السابق بتهمة مزاولة مهنة الطب دون ترخيص ليس الأول بحق إبراهيم عبدالعاطى، فالمحامية الشيماء جمال أحمد وكيلة عنه قدمت طلبا فى عام 2010 إلى رئيس نيابة غرب الإسكندرية قالت فيه إن موكلها محكوم عليه فى الجنحة رقم 610 لسنة 1991 جنح كرموز بالحبس 3 شهور وكفالة 100 جنيه بتهمة إصدار شيك دون رصيد وإنه عارض على الحكم ولكن المحكمة أيدت حبسه فى مايو 1992 وعاد ليستأنف على الحكم وقبلت المحكمة ولم تطعن النيابة وسقط الحكم.. والتمست المحامية فى طلبها التأشير بسقوط العقوبة المحكوم بها فى الجنحة 610 لسنة 91.. هذا الطلب ليس وحده الذى يؤكد أن «عبدالعاطى» صدر ضده أحكام بالحبس.. طلب آخر تلقاه مأمور سجن الإسكندرية العمومى العميد أحمد المنوفى يطالبه بإخلاء سبيل المدعو إبراهيم عبدالعاطى السيد النزيل بسجن الإسكندرية العمومى على ذمة الحكم رقم 1 لسنة 1994 حبس مدينة نصر.. حيث حضر الأستاذ خليل إبراهيم موسى وكيل النزيل وقام بدفع المبلغ المحكوم به لصالح السيدة سوزان محمد عطا. حكم يلزم الجيش بتعويض قطعة أرض يمتلكها إبراهيم عبدالعاطى فى منطقة العامرية بالإسكندرية دخل بسببها فى نزاع قضائى مع القوات المسلحة، وأقام دعوى سنة 1990 ضد وزير الدفاع والإنتاج الحربى والقائد العام للقوات المسلحة بصفته وضد اللواء رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بصفته.. وأعلنهما المدعى بهيئة قضايا الدولة فى الإسكندرية، يطالب بتعويض عن أرض يمتلكها واستخدمت لإنشاء مبنى تابع للقوات المسلحة.. وصدر لصالحه حكم فى الدعوى التى حملت رقم 8729 لسنة 1990 مدنى كلى الإسكندرية الصادر بجلسة 29 يونيو سنة 1991 بأن يؤدى الجيش للطالب مبلغا وقدره سبعة ملايين وخمسمائة وتسعة آلاف جنيه. دسوق ومجموعة كفر الشيخ قبل 4 سنوات ونصف السنة من الآن.. مريض من مركز دسوق فى كفر الشيخ حضر إلى إبراهيم عبدالعاطى فى القاهرة للعلاج من فيروس سى وصارت بينهما صداقة كبيرة.. وحكى له إبراهيم عن مشاكله مع المحاكم والأحكام الصادرة، ضده وقال له الرجل: «عندنا مجموعة محامين فى دسوق.. عباقرة.. لو عزت لبن العصفور هيجيبوه ويحلوا لك المشاكل».. وسافر الرجل إلى كفر الشيخ والتقى المحامين الثلاثة.. أحمد عبدالرحيم وكيل نقابة المحامين بكفر الشيخ حاليا، وعبدالسلام الصباغ، وسعيد أبوالعيسى.. والتقى «عبدالعاطى» الثلاثة.. وحكى لهم عن مشاكله مع مديرة مكتبه نشوى ماهر التى قدمت ضده شكوى وصدر ضده حكم بالحبس سنة.. ثم حصولها على توكيل منه شخصيا وباعت به 300 فدان فى مطروح قيمتها 300 مليون جنيه دون علمه، ومشاكله أيضاً مع مطلقاته وزوجاته وأبنائه المنتشرين فى بعض المحافظات. «الصباغ» يتحدث «الوطن».. انتقلت إلى كفر الشيخ.. وتحديدا فى مدينة دسوق.. وبأحد شوارعها التجارية الكبيرة التقت المحامين الثلاثة الذين دافعوا عن «عبدالعاطى» فى كثير من القضايا «عبدالسلام الصباغ.. وأحمد عبدالرحيم.. وسعيد أبوالعيسى».. وظهر الكثير من المفاجآت والحكايات على لسان الثلاثة.. الأستاذ عبدالسلام الصباغ قال: «التقيناه هنا فى هذا المكتب.. والحمد لله خلال شهور ألغينا التوكيل الذى حصلت عليه نشوى ماهر وباعت على أثره 300 فدان فى مطروح.. ولم نكتفِ بذلك لكن حصلنا على حكم ضدها بالحبس فى قضيتين.. وتمكنا أيضاً من المعارضة على حكم بحبسه فى محكمة البساتين نتيجة مزاولته مهنة الطب دون ترخيص.. وقدمنا استشكالا بعد حبسه بأسبوعين.. ولا تزال القضية تنظر أمام المحكمة حتى الآن.. إبراهيم عبدالعاطى متزوج أكثر من 5 سيدات.. وفى أماكن متفرقة بالقاهرة والإسكندرية والسويس والبحيرة.. وإحنا لما شفنا مسلسل العراف بتاع الأستاذ عادل أمام السنة اللى فاتت.. قلنا الراجل ده عامل زى الدكتور إبراهيم ومتجوز أكتر من واحدة ومطلق كمان». الهروب من دفع 250 ألف جنيه أتعاب محاماة يضيف «الصباغ»: «عاش إبراهيم عبدالعاطى بيننا فى دسوق 3 سنوات كاملة.. وأعطى لنا توكيلا وأنهينا جميع مشاكله القضائية وتحديدا من 2009 وحتى نهاية 2012.. وافتتح مكتبين لعلاج مرضاه فى دمنهور والإسكندرية.. دمنهور الناحية الأخرى من نهر النيل.. على بعد 20 كيلو مترا من دسوق.. وكان الرجل يشترى الأعشاب من عطار شهير فى القاهرة بشارع بورسعيد بجوار مديرية الأمن.. كان يشترى الجوال بـ100 جنيه.. وهو عنده كتب لابن سينا وأخرى متعلقة بالعلاج بالأعشاب وكان يعطى كبسولات لمرضاه بحوالى 700 جنيه فى الجرعة الواحدة.. وللأمانة بعض المرضى شفى من المرض والبعض الآخر توفى.. المهم أننا طلبنا منه أتعابنا عن القضايا التى كسبناها ومنها إعادة 300 فدان قيمتها 300 مليون جنيه وكذلك إنهاء قضاياه مع مديرة مكتبه ووقف حكم حبسه.. ورفض فى البداية وبعد جلسة عرفية مع كبار عائلات فى دسوق والبحيرة قرروا لنا كأتعاب 250 ألف جنيه، وقال الدكتور إبراهيم: أنا هادفع الفلوس بعد شهر.. وبعد شهر اختفى.. وبحثنا عنه فى كل مكان ولم نجده».[SecondQuote] توظيف أموال.. وكلاب للتجارب واستطرد «الصباغ»: «.. قدمنا ضده بلاغا اتهمناه بالنصب وذلك فى محل إقامته بالإسكندرية.. وتمكنا من العثور عليه فى الإسكندرية.. وكان اتهامنا له موثقا بمستندات وهى عبارة عن توظيف أموال.. حيث حصل منا ومن أصدقاء لنا فى دسوق والبحيرة على أكثر من 70 ألفاً بحجة اختراع جهاز للكشف عن فيروس سى وكان يطلب منا أن نحضر له كلابا كى يجرب عليها.. المهم توجهنا به إلى النيابة وهناك طلب التصالح وكتب لنا عقدا ببيع شقة المعادى.. والعقد ليس نهائيا ولكن بنصف ثمن الشقة وطلب منا أن نعطيه 250 ألف جنيه ويكون العقد نهائيا». ده مش مكتب.. دى تلاجة!! ويواصل: «ظل الأمر معلقا حتى فوجئنا به يظهر فى التليفزيون الأسبوع الماضى.. وفوجئنا به يرتدى ملابس لواء جيش ويتحدث بشكل غريب.. ونحن نضرب كفا على كف.. وتلقينا اتصالا من محاميه المحترم فى القاهرة وقال لنا: الدكتور إبراهيم بيقول لكم.. ابعدوا عنه لأنه ممكن يبعت لكم الشرطة العسكرية تتصرف معاكم.. والحقيقة اننا عايزين حقنا بس.. وإحنا سعداء بالجهاز ونتمنى أن يكون سليما لينهى آلام المرضى ومنهم كثيرون من أفراد عائلتنا.. ولكن سؤالنا: كيف وصل إلى القوات المسلحة.. وكيف أقنعهم؟». ويضحك عبدالسلام الصباغ وهو يشير إلى مكتبه الخشبى: «شايف المكتب ده.. الدكتور إبراهيم ممكن يقنعك إنه تلاجة.. ويفتح لك الأدارج.. ويقول لك دى أدراج تلاجة.. ويطلع منها تلج.. وتمشى من عنده وانت مقتنع تماما أن المكتب ثلاجة وتقول له بثقة وجدية تامة: والنبى يا دكتور اقفل باب التلاجة لتبوظ!!».