«أحمد» ابن منطقة الزيتون.. قتله 2 حرامية بـ16 طعنة عشان يسرقوه فى شارع العزيز
حوار قصير دار بين الشاب أحمد ووالدته.. ألحت فى طلبها حتى يوافق على الزواج من العروس التى اختارتها.. لكن الرد الصادم منه أفزعها بعد قوله «ما تتعبيش نفسك يا ماما أنا حاسس إنى خلاص كلها كام يوم وأموت بس ما تزعليش إن شاء الله هاتجوز حورية من الجنة».. لم تمر سوى أيام قليلة وفارق الشاب الحياة بطعنات غادرة تجاوزت 16 طعنة فى مختلف أنحاء جسده النحيل على يد سارقيه بالإكراه فى شارع العزيز بالله فى منطقة الزيتون.
خبر مقتل أحمد حسن محمد، 29 سنة، الشهير بأحمد المصرى حل على أسرته بل على أهالى المنطقة كالصاعقة.. سيرته الطيبة ومساعدته للمحتاجين ومشاركته فى أعمال الخير صنعت له رصيداً من الحب لدى الجميع.. لم ينتبه إلى الخطة التى دبرها له اثنان من اللصوص كانا يراقبان تحركاته وتردده على مقهى أولاد عامر.
المتهمان نفذا خطتهما فى التخلص منه وسرقة متعلقاته.. تمكن أحدهما ويدعى حسام هشام، 22 سنة، من الاتصال بالمجنى عليه وأوهمه بأنه يريد مقابلته من أجل الاتفاق على 150 دستة جاتوه.. عندما ارتاب «أحمد» فى تصرفات المتهم طلب منه أن يتوجه إلى المحل ويحجز الكمية التى يحتاجها.. إلا أن المتهم أصر على مقابلته لأنه يحتاج هذه الكمية لحفلة.. وافق المجنى عليه بعدما أخبره أنه حصل على رقم هاتفه من العاملين فى المحل.. وطلب أحمد من المتهم أن يحضر إلى مقهى أولاد عامر.
وصل المتهم قرابة الساعة الحادية عشرة من مساء يوم الواقعة.. جلس مع المجنى عليه على المقاعد الموجودة خارج المقهى.. بعدها تمكن المتهم من استدراجه إلى شارع العزيز بالله فى الزيتون بحجة إعطائه ثمن «الجاتوه» المتفق عليه.. وأثناء سير المجنى عليه بجانب المتهم على بعد أمتار قليلة من مسجد العزيز بالله حضر المتهم الثانى محمود إبراهيم (22 سنة).. سددا طعنات غادرة فى جسد المجنى عليه الذى حاول مقاومتهما لكنه فشل، بعدما تمكن أحدهما من شل حركته واستمرا فى تسديد سيل من الطعنات فى جسده حتى لفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال وتمكنا من سرقة حافظة نقوده وبها 1079 دولاراً و350 جنيهاً مصرياً وهاتف محمول وفرا هاربين.
لم تجف دموع الأم خلال حديثها لـ«الوطن» وهى تحكى مواقف مؤثرة جمعتها بنجلها أحمد خلال رحلة العمرة فى السعودية التى أعقبت رحلتهما السياحية فى تركيا مع والده.. قالت: «أنا مسلمة وراضية بقضاء الله بس ابنى أحمد نور عينى يتقتل من ناس غدارين بـ16 طعنة وعلشان إيه؟ فلوس؟» ولم تستطع الأم أن تحبس دموعها التى لم تتوقف طوال حديثها.
تضيف: «أحمد حبيبى قبل الحادث بحوالى 10 أيام طلب من أخوه حسام اللى كان موجود مع أخته الصغرى فى السعودية بيعملوا عمرة إنهم يجيبوا معاهم جركن ميه من زمزم علشان يستحمى بيه وسبحان الله أخوه جه من السعودية فى اليوم اللى أحمد اتقتل فيه والميه اللى كان طلبها اتغسل بيها»، وتنهمر دموع الأم وهى تقول «الموقف ده مش هنساه طول عمرى».
قالت الأم إنها عرفت بعد وفاة أحمد أنه كان يكثر من الصدقات ومساعدة المحتاجين وأنه كان يذهب إلى صديقه عبدالرحمن فى المستشفى وقضى معه عدة أيام مرافقاً له حتى لا تضطر والدته أو إحدى أخواته البنات لمرافقته، وأنها علمت من والدة عبدالرحمن أن أحمد أصر على مرافقة عبدالرحمن خلال فترة وجوده فى المستشفى خوفاً على والدته وإخوته البنات من المبيت فى المستشفى، بالرغم من أن أحمد كان يعانى من مرض السكر منذ 18 عاماً، لكنه كان قريباً من ربه فى كل أفعاله وتصرفاته.
ويلتقط الحاج محمد المصرى والد أحمد طرف الحديث من زوجته قائلاً: «أنا مش مصدق اللى حصل ابنى يتقتل فى وسط الشارع بدم بارد ليه علشان فلوس ملهاش لازمة، ده الواحد لما بيعدى بعربيته ويشوف قطة بيقف وبيخاف يدوسها، أنا مش مصدق لحد دلوقتى، أنا كنت قاعد من شوية لوحدى وكنت حاسس أن أحمد هيدخل علىّ، حسبى الله ونعم الوكيل».
ويكمل الأب حديثه قائلا «أنا ربيت أولادى الخمسة على الحلال وعلمتهم كلهم تعليم جامعى وأحمد كان له معزة خاصة فى قلبى»، ويضيف الأب «بالرغم من أن الواقعة حدثت على بعد أمتار قليلة من قسم الشرطة فإن جميع الضباط وعلى رأسهم المقدم محمود الأعصر رئيس المباحث كانوا يتعاملون مع الجريمة بشكل إنسانى وتمكنوا من ضبط المتهمين فى أقل من 48 ساعة».
كاميرات كافيتريا «أولاد علام» ساعدت فريق البحث الجنائى الذى تشكل للكشف عن لغز الجريمة بإشراف اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة فى إظهار صورة المتهم الأول حسام الذى كان موجوداً مع المجنى عليه أمام الكافيتريا، وكشفت الكاميرات أن المدة التى قضاها المتهم مع الضحية تجاوزت 37 دقيقة، وكانت الصور هى الخيط الأول الذى تعامل معه فريق البحث حتى تم تحديد هوية المتهم الأول حسام وألقت أجهزة الأمن القبض عليه فى منزله بمنطقة الزيتون وتم اقتياده إلى قسم الشرطة وبسؤاله حاول التنصل من جريمته، لكنه اعترف بتفاصيل الواقعة عندما تمت مواجهته بمقاطع الفيديو وأرشد عن شريكه المتهم الثانى «محمود» وتمكنت القوات من القبض عليه أثناء محاولته الهرب وبمواجهته اعترف بتفاصيل الواقعة وأقر أنه خطط للجريمة منذ 10 أيام لأنه كان يرصد تحركات المجنى عليه نظراً لعلمه بثرائه، وأنه تقابل معه عدة مرات سابقة على المقهى، وعندما تأكد من أن حافظة نقوده دائماً ما تكون بها مبالغ مالية كبيرة، قرر التخلص منه للاستيلاء على متعلقاته، وبدأ المتهم بالاتفاق مع صديقه حسام فى الإعداد لتنفيذ الجريمة بعدما أعطى رقم هاتف التليفون المحمول الخاص بالضحية إلى زميله الذى كانت مهمته استدراج المجنى عليه بعيداً عن المقهى وتمكنا من قتله بالطعنات وفرا هاربين بعدما تركا الضحية غارقاً فى دمائه جثة هامدة.