م الآخر| الوزارة الجديدة مؤقتة لكنها تستطيع فعل ما لم تفعله سابقاتها

م الآخر| الوزارة الجديدة مؤقتة لكنها تستطيع فعل ما لم تفعله سابقاتها
رغم أن الوزارة الجديدة مؤقتة لكنها تستطيع فعل ما لم تفعله سابقاتها..
وأوجه رسالة إلى الوزارة الجديدة:
1- صحيح أن هذه الوزارة مؤقتة لن تدوم لكن ليس معنى ذلك أنها تفقد الأمل في الإصلاح لأننا مطالبون بإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفعل المستطاع حتى آخر فرصة ممكنة؛ فيقول الرسول –صلى الله عليه وسلم-:" إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها"(صحيح الجامع)، وإذا فعلنا كل ما نستطيع فعله فسيكملنا الله– سبحانه- بما لا نستطيعه؛ فيقول تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ" (العنكبوت69)، وقد توخى الله-سبحانه- لفظ "جاهدوا" لأن الاجتهاد أو الجهاد معناه اللغوي استفراغ الوسع حتى الشعور بالعجز عن بذل المزيد.
2-مفاجأة: رغم أن الوزارة الجديدة مؤقتة لن تدوم لكنها تستطيع فعل ما لم تفعله سابقاتها وهو أن تصلح أساس الدولة المصرية وأساس الدولة هو نشر روح الالتزام والانضباط والقضاء على التسيب وضرب الفاسدين بيد من حديد وإذا غرسنا هذا الأساس جيدا سيسهل علينا بعد ذلك إصلاح القوانين والسياسات مثل من يبنى بناء فلا بد أولا أن يضع أساسا جيدا له ثم يفكر بعد ذلك في أحسن بناء وأحسن نقاش وأحسن مهندس ديكور.
كيف نصلح أساس الدولة؟
أرى الوزارة مطالبة بفعل شيئين لإصلاح هذا الأساس هما:
أ- عمل تفتيش سري على كل القطاعات وكي يكون التفتيش السري صحيحاً لا بد من وجود أربعة أشخاص على الأقل يقومون بالتفتيش على نفس المكان كل بصورة منفردة حتى يكتشف كذب أحدهم أو سوء استغلاله سلطته.
ب- فرض عقوبات استثنائية مشددة جدا على كل مخطئ.
حين يعاقب مخطئ واحد في هذا البلد بعقوبة مشددة سيتحقق غرضا العقاب وهما الردع الخاص وهو جزاء من أخطأ لكي لا يعود إلى الخطأ، والردع العام وهو تخويف المخطئ وغيره من ارتكاب الخطأ وبيان مصير وجزاء المخطئ أمام المجتمع.
وبذلك لن يخطئ أحد ثانية وستستقيم الحياة.
فمثلا إذا ضبطت شرطة سرية سائق سيارة أجرة يرفع التسعيرة وعوقب بعقوبة مشددة تتمثل في الحرمان من ممارسة المهنة لمدة عام فسيكون خير عبرة لغيره من السائقين، وأتحدى أن تتكرر هذه المخالفة ثانية.
بتطبيق عقوبات مشددة استثنائية في هذه الفترة ستستقيم الحياة ويصلح أساس هذا البلد، وإذا صلح أساسه سيسهل جدا حل كل مشاكله كمشاكل البنزين والسولار ورغيف الخبز بسرعة بالغة.
3-اعتاد كثير من المسؤولين إيقاف السياسات التي بدأها سابقوهم لمجرد أنها ليست أفكارهم دون النظر إلى جودتها أو رداءتها، وهذا خطأ كبير؛ فقد صدق القول القائل: "العالم الحق من وضع لبنة في بناء العلم العظيم"؛ فلا يستطيع عالم مهما كان مجتهدا أن يبدأ رحلة اجتهاده من الصفر وإنما يستعين باجتهادات سابقيه.