متحف الحرب العالمية الثانية في أمريكا.. بانوراما تاريخية لذكرى المحاربين
متحف الحرب في أمريكا
«لماذا قاتلت؟ وكيف انتصرت؟»، سؤالان محوريان كبيران ضمن أسئلة كثيرة تأسس من أجلها المتحف الوطنى للحرب العالمية الثانية بالولايات المتحدة الأمريكية، حتى تعرف الأجيال المتعاقبة ثمن الحرية ومن أجل أن تكون التجارب التى يعرضها المتحف مصدراً لإلهامهم.
بحلول عام 2000 خصصت الولايات المتحدة الأمريكية المتحف الوطنى لـ«يوم إنزال نورماندى»، قبل أن يصنفه الكونجرس متحفاً وطنياً للحرب العالمية الثانية فى البلاد، للاحتفال بالروح الأمريكية والعمل الجماعى والتفاؤل والشجاعة والتضحيات من قبَل الرجال والنساء الذين قاتلوا على الجبهة وخدموا فى الخطوط الأمامية وداخل الولايات المتحدة، وتحقيقاً لهذه الغاية يسعى المتحف الوطنى للحرب العالمية الثانية إلى جعل هذا التاريخ فى متناول أكبر عدد ممكن من الزوار من الجمهور.
مدير البحوث والتاريخ: متحفنا الثالث أمريكياً والثامن عالمياً.. ويمنح الزوار فرصة للتجول بقارب طوربيد يعود لأربعينات القرن الماضى
يقول دكتور كيث هوكسين، المدير الأول للبحوث والتاريخ فى معهد دراسة الحرب والديمقراطية بالمتحف الوطنى للحرب العالمية الثانية فى نيو أورليانز، إن المتحف يعتبر وسيلة لتذكير العالم بأسره بتجارب الحرب العالمية الثانية، بداية من الجهود الصناعية على صعيد الجبهة الداخلية حتى تجربة القتال خارج قارة أمريكا الشمالية، فهو موقع الجذب الأول فى نيو أورليانز، والمتحف رقم 3 فى الولايات المتحدة الأمريكية، والمتحف رقم 8 على مستوى العالم، حيث يقدم المتحف مزيجاً رائعاً من التفاصيل الشخصية السردية والمؤثرة، ويضم معارض كثيرة، وتجارب إنسانية ووسائط متعددة، ومجموعة موسعة من الأعمال الفنية والتاريخ الشفوى.
«يعتبر المتحف، بالإضافة إلى المعارض العديدة داخل المتحف، منفذاً فريداً لنماذج المحاكاة التاريخية، حيث يعطى فرصة للقيام بجولة فى قارب طوربيد دورية من الحرب العالمية الثانية تم ترميمه بشكل أصلى، وإلقاء نظرة حميمية وراء الكواليس للتعامل مع القطع الأثرية إلى جانب منسقى المتحف، واكتشاف مجموعة رائعة من القطع الأثرية المستعادة، إضافة إلى ذلك تقدم المجموعات العاملة فى المتحف برامج التعليم عن بعد وبرامج السفر والمؤتمر الدولى الشهير حول الحرب العالمية الثانية للمستفيدين والطلاب من جميع الأعمار الذين يجدون طرقاً جديدة للاتصال بالتاريخ وتكريم الجيل الذى ضحى كثيراً لضمان حريتنا»، حسب ما أوضحه دكتور هوكسين لـ«الوطن».
متحف الحرب العالمية الثانية صنفه الكونجرس عام 2004 كمتحف رسمى للحرب فى الولايات المتحدة الثانية، ويقع فى وسط مدينة نيو أورليانز فى حرم جامعى مساحته ستة فدادين، حيث يضم خمسة أجنحة مرتفعة ومعارض تاريخية ومنافذ بيع بالتجزئة ومطاعم ومسرح أداء، على غرار أماكن الترفيه التى كانت مخصصة للجنود الذين خاضوا الحرب العالمية الثانية، وتجربة ونموذج محاكاة بتقنية رباعية الأبعاد برواية توم هانكس، والمهمة التفاعلية النهائية وتجربة الغواصة الأمريكية «uss tang».
أما الدكتور جاسون داوسى، مؤرخ المشاريع الخاصة فى معهد دراسة الحرب والديمقراطية بالمتحف الوطنى للحرب العالمية الثانية، فيقول إن المتحف يحتوى على مجموعة حسابات تصل إلى 10 آلاف حساب شخصى وتاريخ شفهى يتم استخدامها فى جميع المعروضات لدى المتحف يروى من خلالها القصص الإنسانية الفردية للحرب.
يضيف «داوسى» لـ«الوطن»: «نشعر أنه من واجبنا جمع والحفاظ على أكبر عدد ممكن من ذكريات وحسابات قدامى المحاربين فى الحرب العالمية الثانية حتى يمكن للأجيال القادمة أن تتذكر وتتعلم من تضحياتهم، فآلاف المحاربين القدامى من الذين استعدوا للتضحية بأرواحهم فى الحرب العالمية الثانية لا يكتفون بزيارة المتحف فحسب، بل يواصلون التطوع فى المتحف، إن وجودهم مستمر هنا».
ويتابع «داوسى» أن المتحف الوطنى سيزوره أكثر من ربع مليون شخص بنهاية 2019، منهم مئات الآلاف من الأطفال وأبناء وأحفاد قدامى المحاربين فى الحرب العالمية الثانية.
ويختتم «داوسى» بقوله: «أيضاً من أهم مقتنيات المتحف ربع مليون قطعة أثرية بين ميداليات الشرف والأوسمة وسيوف الساموراى والدبابات، والأسلحة المستخدمة لدى الجنود، والصور التذكارية لهم، لكن تبقى اللحظة الأجمل فى المتحف تلك المناسبة الخاصة والتى نشعر جميعاً خلالها بالفخر، عندما تتاح للزائرين فرصة مقابلة المحاربين القدامى والتعبير عن امتنانهم لما فعلوه لحماية الحرية».