صراع الكرسى الموسيقى بين أمير الغناء وملك الأحزان.. الحلقة الأخيرة
هاني شاكر ومصطفى كامل
تشهد القاهرة وعدد من محافظات الجمهورية، اليوم الثلاثين من يوليو، واحدة من أشرس الانتخابات فى تاريخ نقابات المهن الفنية، وبالتحديد الموسيقية، بعد أن تسلح كل من الفنان هانى شاكر، النقيب الحالى للموسيقيين، والفنان مصطفى كامل، النقيب السابق للنقابة، المرشحين على مقعد نقيب الموسيقيين فى الدورة الجديدة 2019 / 2023، بكل أسلحة المنافسة، وطاف كل منهما محافظات الجمهورية من أجل مقابلة الموسيقيين والتعرف على مشكلاتهم، تمهيداً لحلها عقب فوزه خلال مدة الدورة التى تستمر أربع سنوات، وتعد المنافسة بين شاكر وكامل هى الثانية بينهما، حيث تنافس الاثنان من أربع سنوات على المنصب ذاته، وظفر به «شاكر» بفارق 200 صوت عن كامل.
هانى شاكر: حققنا معجزات.. وأتمنى تحول "حب الأعضاء" لفوز مزلزل
«خلال السنوات الأربع الماضية، حققنا عدداً كبيراً من الإنجازات التى لم تحدث فى تاريخ النقابة، منذ إنشائها فى أوائل الأربعينات من القرن الماضى، والتى قد تصل لحد الإعجاز».. هكذا بدأ الفنان هانى شاكر حديثه عن السبب وراء ترشحه للمنصب، موضحاً: «كان هدفنا الرئيسى فى المجلس هو وضع حل لكافة المشكلات التى تواجه الموسيقيين، وأعتقد أننا قمنا بحل جزء كبير منها، وهدفنا الحالى هو استكمال الإنجازات فى السنوات الأربع المقبلة معى ومع باقى أفراد قائمتى، الذين يكملون دورتهم معى، أو للأسماء الجديدة التى تدخل لأول مرة».
وعن المنافسة والصراع على منصب النقيب، قال: «أنا واثق من أعضاء النقابة، وأعلم أنهم يشعرون بحجم الإنجازات التى حققناها، وأتمنى منهم أن يظهر حبهم وتقديرهم لى ولقائمتى فى صندوق الانتخابات، فأنا لا أريد أى نتيجة للفوز بفارق ضئيل لى ولقائمتى، بل أريد فوزاً واضحاً وقوياً ومزلزلاً، لكى يكون رسالة لكل من شكك فى حجم ما فعلناه للنقابة خلال السنوات الماضية، وفى النهاية ندعو الله أن يولّى من يصلح، لأننا فى النهاية فى عمل خدمى من أجل جموع الموسيقيين».
وحول ما سيقدمه فى الدورة الجديدة، قال: «سنستكمل ما أنجزناه فى مشروع العلاج والتأمين الصحى، وسنكمل على زيادة موارد النقابة من جديد، وافتتاح مقرات ونوادٍ للأعضاء فى كافة المحافظات مثلما فعلنا فى الدورة السابقة، كما أننا سنعمل جاهدين على رفع معاشات الموسيقيين، أما بخصوص الناحية المهنية فسيكون هناك تجديد وتدقيق فى جداول كل الموسيقيين فى النقابة من مشتغلين ومنتسبين حتى نطهر النقابة من كل من هو دخيل على المهنة».
مصطفى كامل: أوراق ترشح منافسى "باطلة".. وهدفى إعادة هيبة الموسيقى
«فى الانتخابات السابقة كان لدىّ حلم التغيير، والفوز من أجل حماية نقابتنا من الفساد، ورغم كل ما واجهته من بعض الفاسدين والطامعين فى مكاسب النقابة، فإننى انتصرت فى كافة محافظات وأقاليم مصر بفارق كبير من الأصوات، مع فرز أصوات القاهرة وجدت النتيجة بخسارتى، وعلى الرغم من أن لدىّ أوراقاً ومستندات وصوراً تثبت فوزى، فإننى أخذت قراراً باعتزال العمل النقابى».. هكذا تحدث الفنان مصطفى كامل عن سبب ترشحه مرة أخرى لمنصب النقيب بنقابة الموسيقيين، وأوضح أنه «بعد أربع سنوات من اعتزالى، أصبحت مشكلات وأزمات الموسيقيين تزداد يوماً بعد يوم، وجاءتنى مئات الطلبات لكى أترشح من جديد، وفكرت فى هذا الأمر وتوكلت على الله بعد استخارته».
وعن منافسته مع هانى شاكر وطعنه فى ترشحه للانتخابات، قال «كامل» إنه يملك «عدداً من المستندات تدل على بطلان ترشحه»، لكن الذى منعه من الطعن وقتها أنه سافر إلى السعودية «لأداء العمرة»، ورجع على الانتخابات مباشرة، لكن هذا العام عندما طلب منه زملاؤه فى النقابة الترشح مرة أخرى، جلس مع الشئون القانونية، ودرس الورق ووجده باطلاً، ولا يجوز لهانى شاكر الترشح على مقعد النقيب، لكنه رفض التعليق على رفض لجنة الطعون الأمر قائلاً: «لا أريد الدخول فى حرج، وفى النهاية نحن نسير على نهاية المشوار لكننى على يقين أن الله سبحانه وتعالى سيظهر الحق».
وحوال أحلامه التى يأمل فى تحقيقها فى حال نجاحه، قال: «نقابة الموسيقيين من أغنى النقابات فى مصر، فكيف يكون فيها موسيقى جائع أو لا يجد علاجاً، فالهدف الرئيسى فى حال نجاحى هو إعادة هيبة الموسيقى».
إنجازات هانى شاكر للموسيقيين
وعن أبرز الإنجازات التى حققها للموسيقيين خلال الدورة التى انتخب فيها نقيباً، قال الفنان هانى شاكر: «بالنسبة للموقف المالى للنقابة فقد بلغت الودائع المالية للنقابة فى البنوك حتى عام 2019 نحو 22 مليون جنيه، وكانت وقت ما تسلمتها 7 ملايين فقط، كما ربطت فى شهر مايو الماضى وديعة أخرى بمبلغ 2 مليون جنيه، ليصبح الإجمالى 24 مليوناً، فى حين أن الرصيد الجارى للنقابة بلغ فى العام الجارى 10 ملايين جنيه». وأضاف: «وعن الأصول الثابتة بشراء المقرات والتجديد، فقد اشترينا خلال الدورة الماضية مقراً جديداً فى محافظة الأقصر بمبلغ 320 ألف جنيه، وتم تجديد عقد فرع البحيرة فى مدينة دمنهور بمبلغ 170 ألف جنيه وشراء مقر جديد فى المنيا بمبلغ 450 ألف جنيه وشراء مقر فى محافظة سوهاج بمبلغ 600 ألف جنيه، وشراء مقر فى محافظة الشرقية، وقمنا بافتتاحه منذ أيام قليلة وشرفنا فيه محافظ الشرقية وعدد كبير من الموسيقيين، كما تم تسلم نادى النقابة فى محافظة الدقهلية وتجهيزه على أعلى مستوى وسيتم افتتاحه خلال شهرين».
وعن الإنجازات التى تحققت فى معاشات الموسيقيين، قال «شاكر»: «تمت زيادة المعاشات فى عهدى بشكل غير مسبوق من 462 جنيهاً إلى 715 جنيهاً، وتستمر زيادة المعاش الكامل سنوياً لحين يبلغ المعاش القيمة التى تليق بالموسيقيين، كما أنه تم صدور قرار مجلس الإدارة بزيادة معاشات النقابة 10% كل سنة فى شهرى يناير ويوليو بواقع مرتين فى السنة، إضافة إلى أنه تم رفع الحد الأقصى للعلاج من ألفى جنيه إلى 25 ألف جنيه للعضو الواحد، وذلك بخلاف تأشيرات الحج والعمرة التى قمنا بتوفيرها على مدار الأربع سنوات الماضية».
إنجازات مصطفى كامل للموسيقيين
وتحدث الفنان مصطفى كامل عن أبرز الإنجازات التى حققها للموسيقيين خلال الدورة التى انتخب فيها نقيباً، فقال: «أقمت عمرة رمضان بشكل سنوى بأفضل الخدمات وأقل الأسعار، واشترطت ألا يكون من أعضاء المجلس مشرفون على الرحلة، وأن يتمتع فردان سنوياً بالعمرة مجاناً، ممن أصابهم مرض وغير قادرين على سداد القيمة، كما قمنا بعمل المصيف السنوى برأس البر والإسكندرية بأقل الأسعار وأفضل الخدمات بفضل الله والمسئولين عن إدارة لجنة الخدمات»، وأضاف: «الإيراد الشهرى للجنة العمل وصل فى بعض الأحيان إلى ٢ مليون جنيه شهرياً بعد أن كان فى السابق ٧٠٠ أو ٨٠٠ ألف، ومليوناً على أقصى تقدير، والفضل لله أولاً ثم لمن يديرون لجنة العمل بشرف ونزاهة، وقمنا باسترداد العائد المادى من القوات المسلحة الخاص برسوم الموسيقيين، وقامت الإدارة المالية للقوات المسلحة مشكورة بمحاسبتنا شهرياً، وربطنا وديعة بمبلغ نصف مليون جنيه فى أسوأ ظروف مر بها بلدنا الحبيب بفضل الشرف فى إدارة لجنة العمل، ولم تقم النقابة بربط أى وديعة على مدى ٩ سنوات فى قمة استقرار الوضع الأمنى والنشاط السياحى»، وتابع: «سددنا كافة المديونيات على مشروع الإسكان حتى استطاع كل عضو أن يأخذ حقه فى المشروع بفضل إدارة لجنة الإسكان، وورثنا مديونية بنصف مليون جنيه (تم تحريرها من المجلس السابق بشيك عام ٢٠٠٧ ولم يقوموا بسدادها) فسددناها خوفاً من الحجز على النقابة، ورفعنا نسب ورسوم المطربين الأجانب والعرب بما يتفق مع صحيح قانون الرسوم النسبية، بعد أن كان السداد عن الفنانين أمثال نانسى عجرم وإليسا وراغب (فقط خمسة أو ستة آلاف جنيه) فوصلت إلى خمسين ألف جنيه، وبمنتهى الحب والرضا ودون أى منازعات».
طرد الوسيمى وشطب البحر درويش أبرز أزمات النقابة فى 12 عاماً
لم تعرف نقابة الموسيقين الهدوء والاستقرار منذ فترة رئاسة الموسيقار الراحل حسن أبوالسعود، فمن عام 2007 والنقابة فى مشاكل وقضايا مستمرة، بل وصل الأمر أحياناً إلى طرد النقيب وشطبه من سجلات النقابة.
أولى تلك الأزمات العنيفة التى هزت أرجاء النقابة كانت إبان ثورة 25 يناير 2011، حيث قام الموسيقيون بطرد الموسيقار منير الوسيمى النقيب فى ذلك الوقت، والموسيقار عاصم المنياوى، من النقابة، وقاموا باستدعاء نيابة الأموال العامة للتحقيق معهم بشأن الأوراق والمستندات التى قدمها أعضاء النقابة يتهمونهما فيها بـ«التربح من مناصبهما»، وتمت الدعوة لجمعية عمومية طارئة، وفيها تم إلغاء نتائج الدورة الانتخابية بعد 9 أشهر من انعقادها، وتم فتح باب الترشح للدورة الجديدة، التى فاز بها الفنان إيمان البحر درويش على حساب زميله الفنان محمد الحلو.
ومن أبرز الأزمات التى شهدتها النقابة فى فترة الفنان إيمان البحر درويش، هى الخلاف الدائم بينه وبين الفنان مصطفى كامل، بعد عام ونصف من وجود درويش على كرسى النقابة، وعلى أثر ازدياد الخلاف قام كامل وعدد من الموسيقيين بطرد «درويش» من النقابة، واتهامه برفع السلاح عليهم، بعد أن قام بالانفراد فى اتخاذ قرارات النقابة، وقيامه بتغيير شعار النقابة، ووضع صورة جده الموسيقار الكبير سيد درويش فى الشعار دون الرجوع إلى الموسيقيين. وعقب ذلك بشهرين وفى فبراير من عام 2013 قام كامل والموسيقار رضا رجب والموسيقار أحمد رمضان بإقامة مؤتمر للإعلان فيه عن خلع إيمان البحر درويش من منصبه، والدعوة لانتخابات جديدة، وهى الانتخابات التى فاز فيها مصطفى كامل على حساب منير الوسيمى ومحمد الحلو.
أما عن المشاكل والأزمات فى دورة الفنان هانى شاكر، فكان أبرزها قرار شطب الفنان إيمان البحر درويش من سجلات النقابة، بسبب انتمائه لنقابة المهندسين، وهو الأمر الذى تسبب فى إصابته بجلطة فى المخ، حيث تم إعطاء قرار لكافة الأندية والأماكن العامة بمنع «درويش» من الغناء.
18 منطقة تشهد الانتخابات على مستوى الجمهورية
تجرى الانتخابات اليوم الثلاثاء الموافق الثلاثين من يوليو، والإعادة -إذا وجدت- فى السادس من شهر أغسطس المقبل، وسوف تجرى الانتخابات فى نادى المهن التمثيلية بالبحر الأعظم لأعضاء القاهرة، ولأعضاء الإسكندرية بمجمع عبدالمنعم جابر فى الشاطبى، وفى المنصورة بقاعة «جابى بلس»، وباقى الفروع تجرى الانتخابات بمقار النقابات الفرعية: الزقازيق وطنطا والمحلة ودمنهور وشبين الكوم وبورسعيد ودمياط والقليوبية وبنى سويف والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان وشرم الشيخ، ولم تشهد انتخابات نقابة الموسيقيين فكرة الإعادة خلال الدورات التسع الأخيرة سوى فى دورة عام 2010، التى ترشح فيها 8 موسيقيين لمنصب النقيب وتمت الإعادة بين الأعلى، وهما منير الوسيمى وحسن شرارة، وفاز فيها منير الوسيمى.
45 موسيقياً يتنافسون على 12 مقعداً وعبدالباقى ورجب ونادية مصطفى الأبرز
أما على منصب العضوية الـ12 التى يتنافس عليها الموسيقيون، فتقدم لها 45 موسيقياً، وهم: مصطفى حلمى إبراهيم، حسن فكرى عبدالله، داود محمد سمير جميعى، على عبدالحليم على عبدالسلام، سيد جودة أحمد مبارك، عاطف إمام فهمى، محسن سيد أحمد مرسى، محمود خالد محمود صقر، عاصم أحمد إبراهيم المنياوى، محمد فاروق الشافعى، محمد عبدالله أحمد محمد، وليد أحمد عبدالغفار علام، محمد حسن عواد، عمرو كامل محمد كامل شيحة، خالد عبدالله فرج عبدالحليم، حلمى محمد على عبدالباقى، مصطفى محمد السيد خليل الجندى، زينهم محمد مصطفى، رضا رجب حسنين، سيد السمان محمد أنور، مصطفى عبدالله مصطفى داغر، عادل محمد مصطفى، أسرار كمال محمد بشير، محمد السعيد عمر الخولى، خالد عبدالمنعم طه، أيمن أمين عبداللطيف، عدلى ياقوت حسن نور الدين، محمد صبحى على السيد، أيمن محمد سمير سالم، علاء سيد أحمد سلامة، نادية مصطفى على بيومى، منصور محمد كمال بيومى، محمد السيد محمد طنطاوى، أحمد محمد محمد أبوالمجد، وفا حسين وفا على، محمود عبدالفتاح محمد الطيب، محمد أبواليزيد الغنيمى، أشرف عبدالحميد أحمد السعداوى، شريف على حمدى، أحمد رمضان أحمد شعبان، خالد محمد بيومى السيد، منال إسماعيل الغرباوى، عبدالحكيم عبدالغنى محمود أحمد، جميل محمد الشرقاوى، هشام زكى بلح. ولم يسقط من أسماء المرشحين على مقاعد العضوية سوى الفنان أحمد العسيوى، الذى تم استبعاده فى الطعون بسبب امتلاكه لسجل تجارى وشركة إنتاج فنى، حيث رأت لجنة الطعون ومجلس الدولة عدم شرعية ترشحه، والذى قرر بعد استبعاده أن يدعم بكل قوته الفنان مصطفى كامل، ويعمل على جلب الأصوات التى يضمنها إلى قائمة كامل.
أما عن أبرز الأسماء المرشحة التى يعرفها الجمهور فهناك المطرب حلمى عبدالباقى، الذى يترشح للمرة الأولى فى الانتخابات، إضافة إلى الموسيقار الكبير رضا رجب، الذى يشغل منصب سكرتير أول النقابة، وأيضاً الفنانة نادية مصطفى، التى نجحت فى الدورة السابقة، إضافة إلى عدد من الموسيقيين، أمثال المايسترو مصطفى حلمى والمايسترو حسن فكرى.