تخفيف المناهج على حساب «25 يناير».. يا ثورة ما تمت
«بسبب التجاوزات والفساد الإدارى، ظهرت طبقة من رجال الأعمال، وما تلاها من انتشار الرشوة والمحسوبية ما أدى إلى اندلاع ثورة 25 يناير.. الداخلية لم تقم بمهمتها فى حماية المجتمع، وقوات الأمن استخدمت العنف ضد المتظاهرين»، ملخص أحداث الثورة، كما جاء فى مادة الدراسات الاجتماعية للصف السادس الابتدائى، والذى تم حذفه بعد تخفيف المناهج فى التيرم الثانى، لينضم لقائمة المحذوفات من قبل الوزارة، بعد حذف قصة «ثورة العصافير»، التى كان يتم تدرسيها للطلاب بالصف الأول الابتدائى والتى تحكى أن «ملكاً من ملوك العصافير، حبس كل العصافير ومنع عنها الطعام، صرخت العصافير، فضربها الحراس، مات عصفور، فحزنت العصافير وجاءت من كل مكان وصرخت: ارحل ارحل، هرب الملك، فرحت العصافير».
«لا علاقة بين المحذوفات والواقع السياسى» هكذا أكدت شاهيناز الدسوقى، مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، مشيرة إلى أن العملية التعليمية تمر بأزمة صعبة تمثلت فى حماية الطلاب من الفيروسات المنتشرة، وبالتالى تأجيل الدراسة أكثر من مرة، متابعة: «الأزمة أن الامتحانات ستكون فى موعدها، فكان لا بد من حذف بعض الدروس تخفيفا على الطالب»، مشيرة إلى أن الدروس لم يتم حذفها نهائيا ولكن تم تحويلها للقراءة فقط.
د.كمال مغيث، الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، يؤكد أن عملية فصل السياسة عن التعليم تكاد تكون شبه مستحيلة، موضحاً أن الجيل الصاعد يعرف جيدا ماذا يحدث فى البلد، لأنه يتأثر شخصياً به: «يمكن يكون الحذف بسبب سياسى أو لاعتراف المنهج باستخدام الشرطة للعنف ضد المتظاهرين»، مُرجحاً احتمالية كون الأمر يتعلق أيضاً بتأجيل الدراسة أكثر من مرة، مضيفاً: «دائما المدرسة شكل مصغر من الواقع الخارجى.. فجميع الطلبة يعرفون أن تأجيل الدراسة بسبب فيروس إنفلونزا الخنازير.. كما يعرفون أيضاً التفجيرات التى تحدث بشكل مستمر»، ويقول «مغيث» إنه حتى لو تم حذف هذه الدروس النهائية فلن يتم تغييب عقل التلميذ عن الواقع السياسى، ويُرجع الخبير التربوى ذلك بقوله: «التليفزيون أصبح فى كل بيت.. وصار مصدر معلومات مهم».