اختراع مصري .. جنود «آليُّون» لمراقبة الحدود

اختراع مصري .. جنود «آليُّون» لمراقبة الحدود
كسرت مجموعة من طلبة الهندسة، فى جامعة عين شمس، القاعدة العرفية السائدة بأن الطلبة المدنيين لا ينتجون إلا ما هو مدنى، حيث قرر ثمانية من طلبة قسم الحاسبات والنظم، إنتاج جندى إلكترونى يراقب الحدود، ويرسل التقارير دون الحاجة إلى رجال حقيقيين يقفون فى ظروف مناخية صعبة، قد يتعرضون للقتل أو الهجوم كما حدث قبل أسابيع على الحدود المصرية.
الطلبة الذين أنهوا لتوهم عامهم النهائى، لاحظوا أن الدول المتقدمة أنتجت طائرة بدون طيار، ودبابة بدون قائد، لكنهم لم يعثروا على جندى إلكترونى للحدود. فكرة المشروع يشرحها مصطفى أمين، أحد الطلبة المشاركين فى المشروع: «الاسم الرسمى للاختراع هو «المركبة الأرضية ذاتية التوجيه»، حجمها صغير، 60 فى 30 سم، لا تحتاج إلى التزود بمعلومات سابقة عن البيئة التى ستتحرك فيها، فهى تتجنب أى عوائق تقابلها، ثم تعود إلى مسارها الأصلى بعد تجنب هذه العوائق.
تم بناؤها على شكل دبابة صغيرة، مزودة بمجموعة من المكونات الإلكترونية التى تمكنها من القيام بوظائف عديدة، منها التحرك فى مسار يتم تحديده سابقا، حسب خطوط الطول ودوائر العرض، الذى يتم تزويد المركبة به باستخدام جهاز تحديد المواقع بالأقمار الصناعية. يبقى اختراع جندى الحدود الإلكترونى على اتصال مستمر مع قاعدة كمبيوتر، حيث يتم تبادل المعلومات باستمرار بينهما، لتوجيهه، وإمداده بالتعليمات، واستقبال المعلومات، يقول مصطفى: «أردنا من خلال هذا الاختراع توفير نموذج لجهاز قد يكون له قيمة عملية، فلو تم تركيب نظام التحكم فى المركبة على سيارة أو دبابة كبيرة، سيتمكن الجيش من توظيفه كدورية آلية منخفضة التكلفة لحراسة الحدود، وأن يستخدم فى جهود اكتشاف وإبطال الألغام، كما يمكن للشرطة أن تستخدمه لإبطال القنابل عن بعد، أو لمراقبة وحراسة المواقع المهمة».
المجهود الأساسى فى اختراع هؤلاء الطلبة الثمانية يكمن فى شريحة ذكية، صغيرة، فى حجم عقلة الإصبع، تتحكم فى عملية تحرك العربة، فضلا عن موتور، وقد خرجوا بهذه النتيجة عقب اجتماعات متتالية لهم تابعوا خلالها «روبوت» فى الهند بإمكانه انتشال الضحايا من الحطام، وآخر يشبهه فى روسيا. يتمنى الشباب أن يكون فى اختراعهم فائدة وطنية حقيقية، يقول مصطفى: «يا ريت حد من الناس فى وزارة الدفاع يتبنى الفكرة، مستعدين نطور الاختراع ونحط فى العربية شوية حاجات تانية عشان تبقى قادرة تاخد صور أو تكشف عن الألغام».
روح الحماس التى تملكت الطلبة حديثى التخرج، لا تلبث أن تصطدم بواقع لا يبشر بالكثير، يقول مصطفى: «للأسف فى مصر مفيش اهتمام بالبحث العلمى، فى الكلية زمايلنا عاملين مشاريع كويسة جدا، وزمايلنا اللى سبقونا فى السنين اللى فاتت، كلنا بنكون عاوزين نعمل حاجة رائعة، لكن مفيش دعم فنى، ولا دعم مالى، الطلبة بيعملوا كل حاجة من جيبهم، والنتيجة مشروع وبيخلص، بدون دعم من أى جهة، رغم الأفكار والرغبة فى تطوير الابتكارات والاختراعات، والإضافة المستمرة لها، لكن إزاى؟».