طبيب يخرج من عباءة الإضراب ليؤسس «جبهة المنشكحين الثورية»
2 فبراير 2014، دقت الساعة الثانية ظهرا، نظر د.يحيى عبدالشافى الطبيب بمستشفى قصر العينى، للمرة الأخيرة على اللافتة التى أعدها خصيصا من أجل هذا اليوم، كتب عليها «أنا منشكح من الاستقرار»، وفى الخلفية تُزعجه التفجيرات المستمرة لمديريات الأمن واستهداف أقسام الشرطة، وبث الرعب فى نفوس المدنيين، لم يعبأ خوفا باللحية التى أطلقها سُنة عن رسول الله، فهو لا ينتمى لأى حزب -بحسب تأكيده- خالج نفسه شعور الغضب، أخرجه وقتما وقف على قدميه فى نهر طريق شارع قصر العينى باللافتة، ليوصل رسالته للمارة على أقدامهم، وقائدى السيارات، «الاستقرار، التفجيرات المستمرة، الغياب الأمنى، غلاء الأسعار.. وأشياء أخرى»، جميعها تدعو للتأمل وللابتسام والانشكاح، بحسب «يحيى».. الرجل الخمسينى يعمل طبيبا لآلام المفاصل والروماتيزم بمستشفى قصر العينى، شارك فى الثورة منذ بدايتها، وضد الإخوان يوم 30 يونيو، لكن الاعتقالات المستمرة وقمع حرية الرأى والتعبير من قبل رجال وزارة الداخلية ذكرته بعهدها القديم خلال نظام الرئيس الأسبق مبارك: «كل همى أوصل رسالة للناس عن طريق السخرية المشروعة»، يُشير الطبيب «يحيى» إلى سلطة وزير الداخلية التى تعلو سلطات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء: «معالجة الأمور عن طريق القمع نتيجتها معروفة.. وهتزيد الفجوة بين الشعب والشرطة»، تضامن مع حبس «يحيى» فى السجن كثيرون، قرروا بعدها الانضمام إليه فى «جبهة المنشكحين الثورية»: «سلاح السخرية من أخطر الوسائل.. مش عايزين نستهين بيه.. وهنفضل مكملين لحد لما مشاكل البلد تتحل».