الحكومة لما تفكر: تتفقد موقع الحادث.. تصرف التعويضات.. وتنتظر «الكارثة الجديدة»
تفجيرات تتمّ، انهيارات تحدث، دم على قضبان السكك الحديدية والأسفلت، فيروس يهاجم الكبار والصغار تذكرت الحكومة أن له مصلاً، فقامت باستيراده؛ بعد أن أودى بحياة مواطنين، غرق للعَبّارات، كوارث وأزمات يصحو عليها المواطن دوماً، لم تؤثر فيها ثورتان اندلعتا على الأرض نفسها، ولم تشفع لها حكومات تعاقبت، يكتفى رؤساؤها وأعضاؤها، فقط، بتفقد مكان الحادث، ثم حصر جميع الخسائر، وإطلاق تصريحات التعويض، يليه تشديد على الأماكن التى أصابها المُصاب، لعل آخرها حادث انهيار كوبرى «الشيخ منصور» بمنطقة عزبة النخل، وتفقد المهندس إبراهيم محلب مكان الحادث، لتُبعث مقولة الزعيم سعد زغلول من جديد بالرغم من وفاته لما يقرب من قرن كامل «مفيش فايدة».
«الأزمات والكوارث المتكررة دليل على عدم تغيير النظام.. كل الأنظمة شبه بعضها»، كلمات يُشدد عليها علاء عبدالمنعم -البرلمانى السابق- مشيراً إلى تكاسل الدولة عن تطبيق إجراءات احترازية لمنع حدوث الأزمة «كلٌ يمشى على هواه.. وكل مسئول خايف على الكرسى بتاعه»، إلا أن أكثر ما يستنكره هو المواطن البسيط الذى يتحمل الجزء الأكبر من الكارثة التى تحدث بسبب إهمال الحكومة، مضيفاً: «الأشخاص يتغيرون وتبقى التصريحات والتصرفات متكررة»، مطالباً بإقالة الوزراء المتقاعسين عن أداء دورهم فى الرقابة على المنشآت التى يديرونها. فى الدول المتقدمة وليس فى مصر، توجد إدارة حكومية مهمتها حصر الأماكن المتوقع حدوث كارثة أو أزمة فيها، وبحث حلها، تقول د.ماجدة جبريل -نائب مدير وحدة بحوث الأزمات بكلية التجارة جامعة عين شمس- إن إدارة الأزمات قاصرة على مؤسسات بعينها «مطار القاهرة، وزارتى الداخلية والدفاع»، قبل أن تُشير إلى احتمالية حدوث أزمات وكوارث أخرى فى الفترة المقبلة حال عدم تحرك الدولة فى الاتجاه الصحيح لتوقع الأزمات والكوارث وزيادة التأمين على الأماكن المستهدفة من قبل الإرهابيين، والمناطق التى تحوى سكاناً فى مرمى الخطر، قبل أن تستطرد بقولها «الحكومة لا تتعلم من أخطائها».