«عبدالعزيز»: إعلام «الجماعة» مصيره الإغلاق لعدم امتلاكه تمويلاً مالياً
ياسر عبدالعزيز
قال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إن الإعلام الإخوانى، مصيره الإغلاق، لأنه لم يبن لنفسه نسقاً مالياً مستقبلاً، وأن وجوده رهن تفاهمات سياسية يمكن أن تحدث فى أى وقت، دون أن يقلل من خطورة إعلام ما وصفه بـ«إعلام ما حول الجماعة».
الخبير الإعلامى: علينا مخاطبة الأقمار الصناعية المسئولة عن بث القنوات الداعمة للإرهاب
وتابع الخبير الإعلامى فى حواره لـ«الوطن» أن خطورة إعلام الإخوان مرتبطة بمسألة ملء الفراغات لدى المتلقى، مطالباً بتطور الإعلام الوطنى، بحيث يشمل كافة اهتمامات الجمهور.
ما الخطورة التى يشكلها إعلام الإخوان؟
- هناك 4 مصادر لخطورة إعلام الإخوان: الأول مستمد من التهافت فى الإعلام الوطنى، بمعنى أن كل مساحة يتركها الإعلام الوطنى فى وعى الجمهور واهتماماته وقضاياه، يحتلها الإعلام الإخوانى.
وثانى مصدر للخطورة، أن هذا الإعلام الإخوانى، يخاطب فئة غاضبة أو مقصية أو مهمشة، من الحوار العام أو المجال العمومى، وبالتالى هذه الفئة فى حاجة لسماع لخطاب احتجاجى، يعبر عنها.
وثالث مصدر أن هذا الإعلام غير قابل للإفلاس، بمعنى أنه مهما كان رديئاً يمكن أن يستمر، لأن تمويله سياسى. ومهما كان هذا الإعلام مفضوحاً، لن يغلق لأن ما وراءه مال سياسى، له أجندات يريد تنفيذها.
وأما عن رابع مصادر الخطورة، أن هذا النمط من الإعلام، بدأ يعتمد تكنيكات احترافية، فى عرض محتواه، سواء السياسى أو الاجتماعى. وهذا التقديم يمثل خطورة.
هناك خطر كبير فى "إعلام ما حول الجماعة".. ويبدأ من "الجزيرة والعربى الجديد" ووسائل الإعلام التركية
هل إعلام الإخوان جاذب أو ناجح من وجهة نظرك؟
- أصبح جاذباً، لأن هناك مساحة فارغة، ويستمد نجاحه من ضعف الإعلام الوطنى، وللأسف الجمهور لا يقبل الفراغ، فمثلاً، إذا أعرض قارئ عن قراءة صحيفة معينة، لا يعنى أنه لن يقرأ صحفاً أخرى. الجمهور أو الفئة التى تتابع، فى حاجة دائمة لملء الفراغ، بالتنوع والتعدد.
من يستهدفه إعلام الإخوان؟
- فى البداية كان هذا الإعلام يستهدف عناصر تنظيم الإخوان الأساسيين والمتعاطفين مع التنظيم، ثم تطور وأضاف عليهم الاحتجاجيين، ثم أزاد عليهم المحتاجين أو بعض الطبقات الاجتماعية المرهون حياتها بالدعم المادى والاقتصادى، وأخيراً أصبح يستهدف كافة قطاعات الجمهور. وكل هذه القطاعات، للأسف، مرشحة للتعرض لبعض منتجات هذا الإعلام، لأنه أصبح يرتكز على أمرين مهمين، الأول الفضائيات والثانى السوشيال ميديا، وما يفلت منه فى الأولى يتلقفه فى الثانية.
خطاب العنف جزء من إعلام الجماعة.. لماذا تتبناه مع أنها تريد تقديم نفسها للغرب على أنها جماعة سلمية؟
- هناك قسمان للإعلام الإخوانى. قسم أول، لا يمكن وصفه بالإعلام، ويرتكب الخطايا الكبرى مثل التحريض على العنف والتمييز، القسم الثانى يستخدم ما يسمى وسائل الانحياز الذكية، ولا يتورط مباشرة فى خطاب العنف، لكنه يدس السم فى العسل، مثل قناة الجزيرة، التى قلما تتورط فى التحريض على العنف، لكن رسائلها قائمة على التحريض على الكراهية، فى نمط تحريضى مبطن. التحريض الصريح فيها فى فترات معينة.
"أردوغان" أغلق 5 قنوات كردية تبث من بلجيكا والدنمارك بحجة التحريض على العنف ضد "أنقرة"
هل يمكن أن تشرح للقارئ طبيعة محتوى إعلام الجماعة؟
- لا بد أن نفرق، بين إعلام الجماعة، وإعلام ما حول الجماعة. الأول الجماعة يمكن تجاهل خطورته أو التقليل من أهمية ما يطرحه، لأنها لم تفهم طبيعة الإعلام. وبالتالى فخطابها طوال الوقت، خطاب مأزوم موجه لداخل الجماعة، ولم يجد طريقاً للخارج. المشكلة الحقيقية فى إعلام ما حول الجماعة، ويبدأ من الجزيرة والعربى الجديد ووسائل الإعلام التركية الناطقة بالعربية والمواقع الإلكترونية من عدد من الدول، بخلاف قطر وتركيا، لأنها تجيد مسألة ملء الفراغات.
كيف يمكن مواجهة إعلام الإخوان؟
وسائل الإعلام الإخوانية التى تحرض على العنف مباشرة، هى وسائل ترتكب أخطاء وجرائم فادحة وعلى الحكومة المصرية، أن تخاطب الدول الحاضنة لهذه الوسائل وتمارس ضغوطاً عليها وأن تخاطب سلطات الأقمار الصناعية التى تبث من خلالها هذه القنوات، وشركات التكنولوجيا العملاقة التى تسهل بث هذه الرسائل، وتقدم الأدلة والبراهين لوقف هذه الجرائم، التى يجرمها القانون الدولة وأدلة وقواعد العمل الإعلامى. وهذا دور غاب لم ننجح فيه حتى الآن، مع العلم أن رجب طيب أردوغان، الرئيس التركى، أغلق 5 قنوات تابعة لحزب العمال الكردستانى، كانت تبث من بلجيكا والدنمارك بدعوى التحريض على العنف ضد بلاده.
من يلعب هذا الدور؟
- النيل سات والهيئة العامة للاستعلامات والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الخارجية والأجهزة السيادية.
ويمكن أن نبدأ بالتواصل مع الأقمار الصناعية التى يبث منها هذه القنوات، ومخاطبتها، وهى بالتالى من تخاطب الدول، التى تبث منها وتجبرها على الإغلاق.