م الآخر| الفستان الأزرق
منتشيًا بصخب الموسيقى وصوت القطار، تجسدت أمامي صورتها، كأول مرة رأيتها.. كانت ترتدي فستانها الأزرق وتنظر نحوي بابتسامتها المعتادة.
أغمضت عيني قليلًا على أمل أن تتلاشى، ولكن كيف يتلاشى ما هو غير موجود؟ كيف تنتهي عاصفة الذكريات التي عصفت برأسي على غير ميعاد؟.. فتحت عيني مع توقف القطار، انفتح بابه، فتجسدت صورتها مرة أخرى، كانت هذة المرة تشير إلي بالخروج.. كالمسحور بفعل النداهة وجدت نفسي أتحرك خارج القطار.
صخب الموسيقى، صوت القطار، عصف الذكريات، حركة المارين من حولي.. كل شئ هدأ وكانت هي فقط، تقف في نفس المحطة كما رأيتها أول مرة بالفستان الأزرق، أردت أن ألمسها بشدة، أن أداعب أصابعها، أن أشعر بها تتأبط ذراعي، ولكن قبل أن أتحرك، اختفت هي، ووجدت نفسي أنظر إلى الحائط وسط المارة وصخب الموسيقى.. وصوت القطار القادم.
الفستان الأزرق