م الآخر| توك توك شو

م الآخر| توك توك شو
لهواة الإثارة ولعشاق الفضول والاطلاع على الأسرار، والمهتمين بالإعلام البديل.. لهواة النميمة والتصنت "هات ودنك"، "وشوشة".. للباحثين عن الحلول الأسطورية، العصا السحرية لفك كل طلاسم ألغاز الأحداث.. لعشاق نظرية المؤامرة والطرف الثالث، والأيدي المرتعشة والخفية، ونظرية الأصابع، وملفات التمويل والعمالة لجهات أجنبية والتجسس.
في ظل التنافس الشديد، والأوضاع المتغيرة والثقافة الجديدة، ونظم المهرجانات الشعبية السائدة، واندثار الحياد والمهنية، وصعود الطابور الخامس، والفلول القدامى والجدد والنخبة الجديدة، واختفاء صوت المهمشين، والاتجاه إلى الخاملين السياسيين كوجوه جديدة.. كان لا بد من وجود برنامج سريع يصل إلى حيث لا يستطيع الآخرون الوصول "توك توك شو".
هو أول برنامج تلفزيوني إستراتيجي عشوائي غوغائي حصري، على الشاشات الفضائية الافتراضية، قادر على قلب وتشكيل الحقائق، بالاستعانة بالتسريبات والتسجيلات الحصرية والمستندات، وفقًا للطلب والموجة الرائجة.. لا يختلف عن الآخرين لكن يتميز عنهم وفقًا لنظرية على الأصل دور، "حينما يتواجد الهارد ديسك يختفي السي دي "، ولا عزاء لأصحاب "صرح مصدر مسؤول"، وانفرادات مستندات الفوتوشوب.
برنامج يرفع شعار "الهري والهري الآخر"، مع كل الخبراء والناشطين والمحللين السياسيين، المتلونين والمتحولين و"المطبلاتية"، فهم يصلحون في جميع الأوقات ومع كل الأنظمة، لسرعة تلونهم وتحولهم كالحرباء، الذين يطبقون مقولة جوزيف جوبلز، وزير الدعاية النازي في عهد هتلر "اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرين، ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك".
بجانب اعتماده على نخبة من الإعلاميين المتخصصين، في مقاطعة الضيوف أصحاب الصوت العالي، المتعاملين مع المشاهد على أنه الزبون (الزبون هنا ليس على حق)، وهم سائقي التوك توك الخبراء بكل الأمور والطرق، ومع أول مطب ممكن تلبس في أول سيارة، والخطأ دائمًا في الآخر، فهم لا يخطئون أبدًا، فالسفسطة هي أسلوب حياة!.
الرهان هنا على النجاح والاستمرار، لا يأتي من فراغ بل من تجارب لهذه النوعية من البرامج، وتحقيقها أعلى نسبة مشاهدة وإحداثها بلبلة وجدل وانقسامات، مما يزيد الإعلانات.. البرنامج لا يمكن إيقافه، فالمؤيدون يرفعوا شعار "كلنا توك توك شو"، "لا لوقف البرنامج".
أما معارضي هذه النوعية من البرامج، يعصرون الليمون ويشاهدونه حتى يكونوا متابعين للإحداث، ولا يفوتو المشهد.. وأقصى اعتراضه أن يأخذ جانبًا ويصمت أو يغير القناة.. لا تحاول البحث عن القناة التي يعرض عليها البرنامج، ولا عن ترددها، فالبرنامج يخص العالم الافتراضي، وأي تشابه مع أي برنامج، هو من قبيل الصدفة لا أكثر.