«بيت المقدس» و«الذئاب المنفردة» و«أجناد مصر».. 3 جماعات تتصارع على تبنى العمليات الإرهابية
تتنافس على سطح الأحداث فى مصر خلال الأيام الأخيرة جماعات إرهابية جديدة، بخلاف جماعة «أنصار بيت المقدس»، لسفك دماء الأبرياء من جنود الجيش والشرطة وإرهاب المواطنين، ومنها جماعتا «كتائب الذئاب المنفردة» و«أجناد مصر» اللتان ظهرتا بشكل رسمى بعد عدة بيانات يتبنيان فيها أعمالهما الإرهابية.
وأكد بعض الخبراء والمحللين، أن كتائب «الذئاب المنفردة»، مصطلح استخبارى يدل على قيام شخص أو عدة أشخاص، غير منظمين، لا يخضعون لتنظيم هرمى، بعمليات إرهابية، وفق دعم ذاتى باعتمادهم على أنفسهم.
وتشكلت «الذئاب المنفردة» فى مصر من شباب جماعة «السلفية الجهادية» من تلاميذ محمد الظواهرى وأحمد عشوش وداود خيرت.
كان أول ظهور لـ«كتائب الذئاب المنفردة» بشكل غير رسمى فى دول أوروبا بعد تفجير قطارات لندن عام 2005، ومن ساعتها لم تستطع «القاعدة» تنفيذ عملية واسعة، لينتقل الإرهاب من العمليات الواسعة للتنظيم إلى أفراد، والاعتماد على «كتائب الذئاب المنفردة» فى القيام ببعض العمليات الإرهابية هنا وهناك بشكل متقطع.
وتعتبر «الذئاب المنفردة» هى الجيل الرابع لتنظيم القاعدة، الذى يقوم على التمويل الذاتى المحدود والاستعانة بالمواد التى تدخل فى صناعة المتفجرات، التى يمكن الحصول عليها من الأسواق دون أن تلفت الانتباه.
وعناصر تلك الجماعة، لا يترددون على المساجد، ولا يطلقون لحاهم، وظهرت عملياتهم بديلاً عن عجز التنظيم المركزى بعد تعرّضه لضربات قوية من قِبل الولايات المتحدة وبعد مطاردة واصطياد أغلب قياداته فى وزيرستان واليمن.
وقامت تلك الكتائب بعدة عمليات إرهابية فى أوروبا وأمريكا، وكانت بداية هذه الجماعة، عام 2009 فى ساحة التايمز سكوير فى نيويورك، عندما قام فيصل شاه زاد الباكستانى المولد البريطانى الجنسية، بمحاولة تفجير سيارة مفخخة فى ساحة هذا الميدان، بجانب محاولة الشاب النيجيرى عمر الفاروق عبدالمطلب، بتفجير عبوة على متن طائرة أمريكية متجهة من أمستردام إلى الولايات المتحدة فى يناير من عام 2009، هذا بجانب عملية المجند الأمريكى من أصل عربى نضال حسن، الذى أطلق النار على زملائه فى قاعدة فورد العسكرية فى الولايات المتحدة خلال شهر مارس من عام 2009، كما شهدت ألمانيا هجوم «الذئاب المنفردة»، عام 2011 عندما قام أحد عناصرها بقتل عنصرين من الجيش الأمريكى فى مطار فرانكفورت.
وبدأت تلك الجماعات الجديدة فى مصر، فى أوقات مختلفة، حيث ظهرت فى منتصف شهر نوفمبر الماضى، وأصدرت حتى الآن 3 بيانات، نشرتها شبكة «شموخ الإسلام»، المهتمة بنشر أخبار الجهاديين فى العالم، تبنّوا خلالها بعض العمليات الإرهابية، من بينها تفجير المحول الكهربائى التابع للمخابرات الحربية بالزيتون.
بينما ظهرت «أجناد مصر» لأول مرة يوم الجمعة 24 يناير الحالى، أى قبل الاحتفال بذكرى الثورة بساعات، وأصدرت حتى الآن بيانين نقلهما منتدى منبر الإعلام الجهادى، وتبنّت من خلال بيانها الثانى استهداف قسم الطالبية ومجموعة الأمن المركزى بجوار محطة مترو البحوث، وتعتمد فى تسليحها على القنابل اليدوية والأسلحة الآلية، ولدى معظم أعضائها خبرة فى حمل السلاح لتلقيهم تدريبات فى غزة.
أما «أنصار بيت المقدس»، فظهورها كان عقب الثورة مباشرة حيث قامت بعدة أعمال إرهابية، وتعتمد على السيارات المفخخة والأسلحة الثقيلة، وتساندها حركة «حماس» فى التسليح، وتتبع تنظيم القاعدة وتحصل على التعليمات من أيمن الظواهرى زعيم التنظيم.
من جانبه قال مصدر سيادى، إن الجماعة الإرهابية الجديدة التى ظهرت خلال الساعات الأخيرة وتطلق على نفسها اسم «أجناد مصر»، والتى تبنت عدة عمليات إرهابية من خلال بيان لها يحمل رقم «2» تحت عنوان «ولكم فى القصاص حياة» من بينها استهداف قسم شرطة الطالبية، وكمين عبود بتاريخ 20 نوفمبر الماضى، واستهداف قوات الأمن المركزى، الموجودة بجوار محطة مترو البحوث، تم تشكيلها من ميليشيات خيرت الشاطر، وهم مجموعة من شباب جماعة الإخوان الإرهابية، تم تدريبهم فى قطاع غزة تحت إشراف حركة «حماس» وإعدادهم لقيادة الجيش المصرى الحر مع الجماعات الجهادية الأخرى فى سيناء، ليكون جيش جماعة الإخوان والذراع العسكرية لها، على غرار «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحماس.
وأكد المصدر أن تلك المجموعة تم تسليحها فى عهد المعزول مرسى عن طريق تهريب تلك الأسلحة من النفق الذى كان يسيطر عليه خيرت الشاطر بمنطقة الحلوات على الحدود برفح، بمساندة شيخ إحدى القبائل الكبرى فى سيناء، وأنها سوف تحاول خلال المرحلة المقبلة استهداف أقسام الشرطة، والمؤسسات التابعة للداخلية، بهدف إسقاط وزارة الداخلية، حتى يتسنى للجماعة الإرهابية تكرار عنف جمعة الغضب فى ثورة يناير 2011، فى محاولة منهم لإعادة سيطرتهم على مفاصل الدولة.
وكشف المصدر أن جماعة «أجناد مصر» يتشكل معظم أعضائها من طلاب جامعة الأزهر التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية، كما أنها على تواصل مع جماعة «أنصار بيت المقدس» المتمركزين فى القاهرة الكبرى فقط.
من جانبه أكد صبرة القاسمى الجهادى السابق، أن الجماعات الإرهابية التى ظهرت فى الآونة الأخيرة لكل منها فكرها الخاص وهدفها من وراء تلك العمليات، ولكنهم جميعاً يعملون تحت عباءة جماعة الإخوان التى صدّرت الإرهاب إلى تلك الجماعات التى تأثرت بفكر سيد قطب.