الهيمنة على إفريقيا وهـم يراود أردوغـان
أردوغان
فى مطلع القرن السادس عشر، بدأت الدولة العثمانية الاستعمارية التحول نحو القارة الأفريقية فى محاولة للسيطرة عليها، وتوالت الحملات العسكرية على مدار 30 عاماً لكسب السيطرة على دول أفريقية عدة تضمنت تونس والسودان وإريتريا، فضلاً عن محاولات للسيطرة على المغرب وغيرها، ورغم مرور 5 قرون على تلك المحاولات و3 قرون تقريباً على انهيار الدولة العثمانية، فإن أحلام الأتراك فى الهيمنة لا تزال تسيطر على فكر وعقل النظام الحاكم فى تركيا.
اتفاقيات اقتصادية وعسكرية ودور عبادة وأئمة لكسب النفوذ
وعلى مدار السنوات الأخيرة، أصر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، على استعادة أوهام «الإمبراطورية العثمانية»، ليس من خلال التدخل فى شئون الدول المجاورة ومحاولة فرض الوصاية عليها، بل أيضاً من خلال مد يده إلى دول أفريقيا لمحاولة السيطرة عليها من خلال القوة الناعمة، فعمل على نشر الثقافة التركية والتقارب اقتصادياً وعسكرياً من دول أفريقيا.
بدأت محاولات «أردوغان»، الذى بات يشبهه المحللون والمراقبون بـ«مشروع سلطان عثمانى جديد»، بزيارة إلى دول أفريقية نهاية 2017، أعلن خلالها عن استثمارات ضخمة فى الدول الأفريقية، إضافة لتدشين قاعدة عسكرية تركية هى الأكبر على ساحل البحر الأحمر فى الصومال، وعكفت المؤسسات التركية على خدمة أهدافه من خلال القوة الناعمة بافتتاح عشرات المساجد ونشر مئات الأئمة الأتراك فى الدول الأفريقية، وهو ما يثير كثيراً من التساؤلات حول مستقبل النفوذ فى القارة السمراء، وما إذا كانت تركيا قادرة على الاستمرار فى محاولاتها، أم أن الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها والجهود المصرية والإقليمية ستنجح فى دحر تلك المحاولات؟!.