سوريا: معارك «داعش» و«المجاهدين» تتواصل
استمرت المعارك بين قوات «جيش المجاهدين» السورى وتنظيم «داعش» التابع لتنظيم «القاعدة» الإرهابى، أمس، لتدخل أسبوعها الثانى بعد أن أعلن الجيش السورى الحر وتنظيمات معارضة أخرى إسلامية معتدلة وغير إسلامية، دخولهم فى حرب ضد تنظيم «القاعدة» فى سوريا لطرد عناصره واستعادة الثورة السورية مرة أخرى ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد. وفى تطور جديد، قالت صحيفة «دايلى ستار» اللبنانية إن أحد مقاتلى «داعش» يُدعى أبوإبراهيم المصرى -وهو مصرى الجنسية- أعلن انشقاقه و25 آخرين من مقاتلى التنظيم من جنسيات مختلفة، مؤكداً أن «داعش» انحرف كثيراً عن توجيهات زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهرى وتجاهل كثيراً من تعليماته. وأضاف «المصرى»، فى فيديو نشره على موقع «يوتيوب»، أن «تنظيم (داعش) تغاضى عن حربه ضد النظام السورى ودخل فى معارك جانبية مع تنظيمات معارضة أخرى تهدف إلى إسقاط (الأسد). هم يكرهون الجيش الحر ويكرهون جبهة النصرة، ويعادون أى جماعة مسلحة أخرى. وقد انضممت إلى جبهة النصرة حالياً».
وميدانياً، شن عناصر «داعش» هجوماً جديداً على عدد من البلدات فى شمال سوريا، بعد طردهم من مدينة حلب. وأشار المرصد السورى لحقوق الإنسان إلى أن «داعش» استهدف عدداً من الحواجز التى تسيطر عليها جماعات المعارضة السورية بسيارات مفخخة، رداً على إعلان «جيش المجاهدين» الحرب عليه. واندلعت اشتباكات عنيفة فى «حلب وأدلب والرقة»، وأرسل «داعش» تعزيزات عسكرية من دير الزور إلى ريف حلب، لمحاولة استعادة المنطقة.
وأكد المرصد السورى أن مقاتلى المعارضة «سيطروا على مقر المخابرات السياسية القديم فى مدينة الرقة»، لافتاً إلى «أنه موقع استراتيجى كان يسيطر عليه (داعش)، ويقع على بعد 400 متر من المقر العام له».
من جانبهم، اتهم مسئولون بارزون فى الجيش الحر، تنظيم «داعش» بالتعاون مع نظام الرئيس السورى بشار الأسد، مؤكدين أن التنظيم هاجم أكثر من مرة عناصر من الثوار خلال حصارهم لمراكز عسكرية تابعة للنظام، وهو ما يساعد قوات «الأسد» فى فك الحصار، ونشر الجيش الحر مجموعة من الصور تؤكد وجود ضباط مخابرات للنظام السورى بين قيادات «داعش»، بالإضافة إلى وصول بعض ممن اختطفهم «داعش» إلى سجون النظام بطريقة سرية كالطبيب البريطانى عباس خان. وقال وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو، إن علاقة «داعش» بنظام «الأسد» أصبحت علنية، مشيراً إلى وجود شراكة بين «داعش» والنظام السورى خلف الكواليس.
من جانبهم، أعلن الصحفيان السويديان اللذان أُفرج عنهما بعد 6 أسابيع من احتجاز «داعش» لهما، أن «بقاءهما على قيد الحياة يعود فى جزء منه إلى التدريب العسكرى الذى خضعا له سابقاً».
وفى العراق، أعلن مسئولون أمريكيون أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تدرس إمكانية تقديم تدريب جديد لقوات عراقية خاصة فى الأردن، لافتين إلى أن الولايات المتحدة تُجرى مناقشات حالياً مع العراق بشأن تدريب قواته الخاصة فى بلد ثالث، وهو ما يتيح لـ«واشنطن» تقديم قدر من المساندة الجديدة فى مواجهة المتشددين فى غياب اتفاق بشأن القوات يتيح لجنود أمريكيين العمل داخل العراق.
فى الوقت ذاته، انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الجيش العراقى لقيامه بعمليات قصف عشوائية فى محافظة الأنبار، لانتشارهم فى المناطق السكنية وشن هجمات منها، مؤكدة أن القوات العراقية النظامية استخدمت على ما يبدو نيران «الهاون» بشكل عشوائى فى أحياء سكنية بـ«الأنبار».
من جانبها، قالت مجلة «إيكونوميست» الأمريكية إن «الجهاديين فى سوريا ربما تمادوا بشكل كبير فى حربهم التى يخوضونها ضد سوريا والعراق»، مؤكدة أن ما يحدث حالياً قد يغير مسار الحروب الأهلية فى العراق وسوريا بشكل كبير. وقال موقع «ألمونيتور» الإخبارى، إن «أنقرة بدأت تبدى قلقاً عميقاً تجاه الأزمة فى العراق وسوريا، حيث إن امتداد الحرب مع (القاعدة) على حدودها، يهدد بانحدار الحرب إليها فى أى وقت».