عام انتهاء "الليبرالية الأوروبية".. 7 دول تشهد صعود اليمين في 2018
المرشح اليميني المتطرف الصربي ميلوراد دوديك - أرشيفية
على مدار السنوات القليلة الماضية، دائما كان المحللون والمراقبون يعبرون عن مخاوفهم من احتمالات صعود اليمين المتطرف إلى السلطة في ظل تنامي الخطاب الشعبوي والنزعات القومية والعنصرية في دول أوروبا وأمريكا اللاتينية.
وتحققت تلك التهديدات بالفعل خلال عام 2018، حيث تنامى نفوذ الأحزاب والشخصيات اليمينية المتطرفة إلى حد كبير في 7 دول أوروبية ولاتينية، وهو ما يثير المزيد من المخاوف بشأن تصاعد نفوذ اليمين المتطرف ووصوله إلى السلطة خلال عام 2019.
وترصد "الوطن" أبرز الدول التي تنامى فيها نفوذ اليمين المتطرف، على النحو التالي:
1- إسبانيا: تمكن حزب "فوكس" الإسباني اليميني المتطرف من تحقيق فوز تاريخي كبير في انتخابات برلمان إقليم الأندلس في 3 ديسمبر 2018، حيث تمكن من الفوز بـ12 مقعدا نيابيا، ليصبح بذلك أول حزب يميني متطرف يدخل برلمانا إقليميا في إسبانيا، ومنح هذا الفوز اليمين الأغلبية اللازمة لإنهاء 36 عاما من حكم اليسار في هذا الإقليم الواقع في جنوب إسبانيا، التي تعد آخر دولة لحقت بركب طابور صعود اليمين المتطرف قبل أن يغادر هذا العام.
2- البرازيل: أسفرت الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البرازيل في 7 أكتوبر عن تقدم كبير لمرشح اليمين المتطرف جايير بولسونارو، الذي حاز على نحو 46% من الأصوات، ووصفه معارضوه بـ"ترامب البرازيلي"، نظرا إلى خطابه الشعبوي الذي يحتقر المثليين والأفارقة، كما وجَّه انتقادات حادة للمهاجرين واتهمهم بـ"عدم الاندماج" في الدول الأوروبية التي استضافتهم، إضافة إلى أنه قرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
3- البوسنة والهرسك: في 7 أكتوبر، تمكن المرشح اليميني المتطرف الصربي ميلوراد دوديك من الفوز بمقعد صرب البوسنة، في المجلس الرئاسي الثلاثي لجمهورية البوسنة والهرسك، ويُعرف عن "دوديك" خطابه الشعبوي المتطرف وانتماءاته القومية القوية، حيث دعا إلى إنشاء دولة موحدة مع صربيا وصفها بـ"صربيا الكبرى".
4- السويد: على الرغم من تحقيقه نتائج أضعف من المتوقع في الانتخابات البرلمانية السويدية التي جرت شهر سبتمبر 2018، تمكن حزب "ديمقراطيو السويد" من تحقيق أفضل نتيجة انتخابية في تاريخه وفي تاريخ اليمين المتطرف في هذا البلد الإسكندنافي، إذ حصل على 17.6% من أصوات الناخبين، وحل ثالثا في البرلمان بعد حزبي اليمين واليسار التقليديين، ليفرض نفسه قوة أساسية في الحياة السياسية للبلاد.
5- إيطاليا: فيما اعتُبر أول نتيجة من نوعها في دولة مؤسسة للاتحاد الأوروبي، تمكن حزب "رابطة الشمال" اليميني المتطرف من قيادة تحالف، شمل حزب رئيس الوزراء السابق سلفيو برلسكوني، لتصدر نتائج الانتخابات البرلمانية الإيطالية، التي جرت في مارس بـ37% من الأصوات، بينما تمكنت حركة "خمس نجوم" الشعبوية المعادية للمؤسسات من تحقيق أفضل النتائج الحزبية المنفردة بحصولها على 33%، وتسببت تلك النتائج في تشكيل ائتلاف حكومي يميني متطرف، طغت عليه الخطابات والإجراءات الشعبوية الرافضة للاجئين، وهو ما ظهر بقوة في تصريحات وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني الذي رفض فتح موانئ إيطاليا لاستقبال مئات المهاجرين غير الشرعيين الذين تم إنقاذهم من الغرق من قبل إحدى السفن، إلى أن اضطر في النهاية إلى الموافقة على استقبالهم بعد قرار المحكمة العليا الإيطالية التي أحالته للتحقيق بسبب قراره.
6- النمسا: حقق حزب "الحرية" اليميني المتطرف نتيجة هائلة بحصوله على 26.8% ضمن الانتخابات التشريعية التي شهدتها النمسا في أكتوبر 2018، وحل الحزب ثانيا خلف الحزب المسيحي الديمقراطي، وشكَّل الحزبان تحالفا حكوميا معاديا للهجرة ومناوئا لكثير من سياسات الاتحاد الأوروبي.
7- ألمانيا: أصبح حزب "البديل من أجل ألمانيا" وحركة "بيجيدا" اليمينية المتطرفة، قوة سياسية لا يستهان بها في ألمانيا، فبينما تثير "بيجيدا" قلق السلطات دائما بمظاهراتها واحتجاجاتها العنيفة أحيانا، خاصة في شرق البلاد ضد وجود المهاجرين، تمكن "البديل من أجل ألمانيا" من تحقيق نتائج قوية في سلسلة من الانتخابات المحلية والإقليمية، وتوج إنجازاته بالحصول على 12.6% في الانتخابات التشريعية التي جرت في سبتمبر، ليدخل البرلمان للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبهذه النتيجة حصل الحزب اليميني المتطرف على عشرات المقاعد في البرلمان الألماني، وأجبر الحزبين التقليديين "المسيحي الديمقراطي" و"الاشتراكي الديمقراطي"، على تحالف حكومي لم يكونا يرغبان به، لتجنب تصويت جديد كان يمكن أن يمنح اليمين المتطرف عددا أكبر من المقاعد.