يعنى إيه "ألاجه"؟.. يعني شباب قدروا ينقلوا ثورة مصر على الملابس
في مركزهم الخاص بالقاهرة، وتحديدًا داخل مركز التصميمات والموضة التابع لوزارة التجارة والصناعة، يستغرق الشباب والفتيات في عملهم الدؤوب، فيما يضع شاب آخر نصب تفكيره وتركيزه صوب جاكيت يقوم بتصميمه، ينتهي منه، فيضعه في أحد الصناديق التي ستسافر إلى أسوان، ليس بهدف بيعه، ولكن لوضع اللمسة الأسوانية والتقليد والتراث الخاص بها وإضفائه على هذا الجاكيت، لم تنتهِ مرحلة "الجاكيت" حتى هذه اللحظة، فما يلبث أن ينتهي العمال في جنوب مصر من وضع خاماتهم عليه، حتى يُسافر إلى سيوة لوضع بعض من الغزل عليه، يعود مرة أخرى إلى القاهرة، ثم يسافر مع بقية البضاعة التي مرّت بنفس المراحل إلى برلين، لعرض المشغولات اليدوية التي أبدعوها هناك، ليُكملوا حلمهم بعرض ما صنعته أيديهم، تحت شعار اختاروه بأنفسهم "ألاجه".[SecondImage]
"ألاجه".. ذلك المصطلح الدارج بين المصريين هو نوع من أنواع القُماش، تتخلله بعض الخيوط الذهبية البراقة، وفقًا لـ"عايدة زايد"، رئيسة المركز، التي تؤكد أن التجربة عبارة عن مشروع تم إطلاقه من قِبل وزارة التجارة والصناعة منذ عامين، هدفه في الأساس تشجيع المُصميين الشباب على تصميم الملابس التي تحوي الانطباعات المصرية بتراثها وتقاليدها وترجمة كل ذلك عن طريق غزل الخيوط ببعضها البعض "سافرنا برلين مرتين.. وكل البضاعة اللي اتعرضت خلصت"، قبل أن تُشير إلى الانطباع الممتاز الذي تركته هذه المنتجات في عقول الأجانب.
أكثر من 35 شابًا وفتاة يشتركون في هذا المشروع، وتقول "عايدة": "كان مشرف عليهم 2 خبراء من الدنمارك.. كانوا عايشين في سيوة"، وقتما أرسل المركز تصميماته في شكل "سي دى" إلى المعرض الدولي في برلين، انبهروا بالأشكال غير التقليدية، قبل أن تُشير إلى المنتجات الجديدة التي أضافتها إلى تصميمات الملابس "قدرنا نعمل أشغال يدوية بالكروشيه كانت من تصميم صديقتنا أمامة الشيمي، ولاقت نجاحًا كبيرًا".. المشروع بالنسبة لـ"عايدة" لا يقل عن المشاريع القومية العملاقة، فهم يقومون بالتصميم، ثم يُضيفون إليها الطابع التراثي من خلال سفر هذه المنتجات إلى أسوان وسيوة من أجل وضع اللمسات النهائية عليها "هناك كان الناس بيعتمدوا على السياحة فقط.. لأ احنا بنوديلهم البضاعة.. وبنعملها تسويق كمان".
الطابع السياسي لم يتواجد في التصميمات، بعد ثورتين اندلعتا على أرض المحروسة، تُضيف رئيسة مركز التصميمات والموضة "في ألاجه الشباب قدروا بحماسهم ينقلوا مشاعر مصر الثورة.. وقدروا يغيّروا مفهوم إن الثورة مش تي شيرت أو بُرنيطة".