الحلقة (25 ) من "عمر": "كل الناس أفقه من عمر"
عرضت الحلقة لموقعة الجسر والتي وقعت في 23 من شعبان 13هـ، بين المسلمين، بقيادة أبو عبيد بن مسعود الثقفي والامبراطورية الفارسية.
کان "أبو عبید الثقفي"، وصل إلی العراق فی 3 من شعبان، وکانت أولی حروبه النمارق فی 8 من شعبان، ثم السقاطیة فی 12 من شعبان، ثم باقسیاثا فی 17 من شعبان، ثم هذه الموقعة فی 23 من شعبان، فخلال عشرین یومًا من وصول أبی عبید بجیشه انتصر المسلمون فی ثلاث معارك، وهُزموا في معرکة واحدة هي معرکة الجسر قضت علی نصف الجیش، ومن بقی فرَّ، بعد مقتل قائدهم أبوعبيد في هذه المعركة.
واستلم المثنى بن حارثة الشيباني قيادة الجند، ولم یبق مع المثنی غیر ألفین من المقاتلین.
أرسل المثنی بالخبر إلی المدینة مع عبد الله بن زید، وعندما یصل إلی المدینة یجد عمر بن الخطاب علی المنبر فَیُسِرّ إلیه بالأمر نظرًا لصعوبته على المسلمین، فیبکی عمر علی المنبر، وکان لابد أن یعلم المسلمون حتی یستنفر الناس للخروج مرة أخری لمساعدة بقایا الجیش الموجودة فی العراق، وبعد أن یبکی یقول: رَحِمَ الله أبا عبید! لو لم یستقتل وانسحب لکُنَّا له فئة، ولکن قدَّر الله وما شاء فعل. ویأتی بعد ذلك إلی المدینة الفارون والهاربون من المعرکة یبکون أشد البکاء، یقولون: کیف نهرب؟! وکیف نفر؟! وکان هذا الأمر یمثِّل للمسلمین الخزی والعار، ولم یتعودوا قبل ذلک علی الفرار من أعدائهم، لکن عمر بن الخطاب یطمئنهم ویقول لهم: إننی لکم فئة، ولا یُعَدُّ هذا الأمر فرارًا. وظل یحمسهم ویحفزهم، وکان معهم معاذ القارئ وکان أحد مَن فرُّوا، وکان یَؤُمُّ المسلمین فی التراویح، فکان کلما قرأ آیات الفرار من الزحف یبکی وهو یصلی، فیطمئنه عمر، ویقول له: إنک لست من أهل هذه الآیة.
وقد استُشهِد من المسلمین فی هذه المعركة "معركة الجسر" أربعة آلاف شهید.
واشتكى أحد المسلمين لعمر، غلاء المهور، فجمع عمر الناس، وصعد عمر المنبر، وخطب في الناس، فطلب منهم ألا يغالوا في مهور النساء، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يزيدوا في مهور النساء عن أربعمائة درهم؟ لذلك أمرهم ألا يزيدوا في صداق المرأة على أربعمائة درهم.
فلما نزل أمير المؤمنين من على المنبر، قالت له امرأة من قريش: يا أمير المؤمنين، نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟ قال: نعم.
فقالت: أما سمعت قول الله تعالى: {وآتيتم إحداهن قنطارا} القنطار: المال الكثير
فقال: اللهم غفرانك، كل الناس أفقه من عمر.
ثم رجع فصعد المنبر، وقال: يا أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا في مهور النساء، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل.
وعرضت الحلقة لجانب من سيرة عمر الناصعة، منها ندمه الشديد على إرشاد امرأة مسيحية، جاءت تطلب منه 100 درهم، على الدخول في الإسلام.
كما عرضت لعمر، وهو كان يمر ذات مرة، ورأى أولاد امرأة يبكون، من شدة الجوع، فذهب إلى بيت المال، وحمل الدقيق وذهب به إليها، وراح يعد بنفسه الطعام للأطفال.