"مصطفى" دخل مستشفى سليمًا وخرج منها جثة.. والأطباء: "هوه كويس بس حالته حرجة"
على "النقالة" استلقى، مودعًا أسرته، مراقبًا بعينيه أشخاص يرتدون ثيايا بيضاء، وبؤبؤ عينيه يتحرك مع أضواء "النيون" التي تزين سقف مستشفى الدلتا التخصصي بمدينة شبين الكوم.. دقائق قليلة استغرقها الأطباء فى إجراء عملية شفط دهون للشاب الذي لم يُكمل عامه العشرين، لم يلبث أن خاطبه طبيب التخدير وهو يُعطيه حقنة "البنج" إلا أن "مصطفى" المريض دخل سليمًا تتخلله الروح، وخرج مسلوبًا منها.
تبين الأطباء الأمر في البداية، وتحديدًا طبيب التخدير.. السبب في وفاته جرعة زائدة من التخدير، أدت إلى توقف قلبه عن الخفقان، خرجوا بالجثة من المستشفى الخاص، نقلوه في عربة إسعاف صوب مستشفي الجامعة، بسبب عدم وجود جهاز لإنعاش القلب في المستشفى الخاص.. "المُصيبة إنه قبلها بيومين كان فيه مريض بيعمل في المستشفى عملية غضروف ومات.. ومريض تاني مات بعد عملية فاشلة لإزالة اللحمية".. تقول "ليلى" شقيقته بأسى، قبل أن تتذكر تفاصيل تلك الليلة المُعتمة، وقتما خرج الأطباء بجثة شقيقها، مؤكدين لأسرته أنه "بخير لكن حالته حرجة".
دقائق قليلة كانت فاصلة للأسرة أن تعرف الحقيقة، داخل مستشفى الجامعة أكد لهم الأطباء أن مريضهم متوفي منذ أكثر من ساعة، الأعين اغرورقت بالدموع، النحيب كان مسيطرا على المشهد، لا صوت يعلو فوق صوت أم مكلومة، أضحى ألم الفراق سهاما تكاد تنزع فؤادها.. فـ "مصطفى" الطالب بإحدى الجامعات الخاصة، لن تراه مجددا سوى حلما عابرًا.. خرج الشاب من نقالة المستشفى إلى نقالة القبر، تحت التراب أجلسوه، أزاحوا عليه التُراب.. وبعد تلقي العزاء قرر والده رقع قضية على المستشفى الخاصة –حسب شقيقته "ليلى"- التي تُضيف "كل همنا دلوقتي إن الدولة متسكتش على الإهمال الموجود في كل المستشفيات.. النهاردة مصطفى مات.. بكره مش عاوزين أسرة تفقد ابنها أو بنتها"، كل هدفهم الآن هو إظهار الأمر على الساحة خشية من تكرار الأمر مع أحد الأشخاص الآخرين، تُضيف "ليلى".