الحلقة (23) من "عمر": عمر يتولى الخلافة.. وانتصار المسلمين في اليرموك
طمأن عمر المسلمين في بداية عهده بشأن غلظته وشدته، وأنه سيكون رحيما بهم، وأن غلظته وشدته ستكون في الحق.
أول شيء فعله عمر على مستوى قراراته السياسية، هو عزل خالد بن الوليد، عن قيادة الجيوش، وتعيين أبو عبيدة بن الجراح الولاية.
بدأ عمر عهده بتكوين مجلس شورى من كبار الصحابة، ليشاورهم في جميع الأمور التي تخص المسلمين.
وراح المسلمون ينادون عمر، بلقب أمير المؤمنين، بعد أن وجدوا صعوبة في أن يقولوا له، خليفة خليفة رسول الله.
جمع عمر أولاده، وأمرهم ألا يغتروا بأن أبيهم أصبح أميرا المؤمنين، فذكرهم بأنه كان من عدي، وعدي في قريش لم يكن لها ذكر وسط عليا القوم من بني عبد مناف، وأن الله رفعهم بالإسلام، وأنه سيضاعف العذاب لهم لو ارتكبوا ما نهى الناس عنه.
وتناولت الحلقة، موقعة اليرموك سنة 13 هجرية، بين المسلمين والإمبراطورية البيزنطية. تلك المعركة التي يعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام
قررت الجيوش الإسلامية الانسحاب من الجابية بالقرب من دمشق إلى اليرموك بعد تقدم جيش الروم نحوهم. تولَّى خالد بن الوليد القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل أبوعبيدة بن الجراح، كانت قوات جيش المسلمين تعدّ 36 ألف مقاتل في حين كانت جيوش الروم تبلغ 250 ألف مقاتل.
بدأت المعركة بهجوم كاسح من قوّات الرّوم فزحف خالد بفرسانه دون أن يقاتل منتظرًا السّاعة المناسبة للهجوم وفعلا قام بمهاجمة الرّوم بعد أن أنهكهم التعب واختلت صفوفهم.
ولقي جيش الروم- أقوى جيوش العالم يومئذ - هزيمة قاسية، وفقد زهرة جنده، وقد أدرك هرقل حجم الكارثة التي حلت به وبدولته، فغادر المنطقة نهائيا وقلبه ينفطر حزنا.