شهود عيان: الانفجار أدى إلى سقوط السور وتصدع المبانى
لا شىء فى الأرض سوى الدماء، دماء الجنود الذين قُتلوا وأصيبوا داخل معسكر الأمن المركزى بالإسماعيلية مساء أمس الأول، ضحية انفجار غاشم. أمام المبنى لا وجود إلا لأجزاء من عدد من السيارات المتفجرة أمام المبنى، جزء كبير من السور الخرسانى تساقط على الأرض، البوابة الحديدية العالية لم تعد موجودة، الانفجار أحدث حفرة بالأرض عمقها ما يقرب من 50 سنتيمتراً بمساحة متر و25 سنتيمتراً، فالانفجار لم يترك أحداً، حتى من يبتعدون مسافة كيلومتر داخل القطاع.
المكان هو قطاع الأمن المركزى بمنطقة عزالدين على طريق «الإسماعيلية - القاهرة» الصحراوى، والحادثة ليست هى الأولى خلال الفترة الماضية، الجديد فيها أنها تمت هذه المرة عبر تفجير سيارة مفخخة عن بُعد، الأمر الذى أدى إلى وفاة مجند، وإصابة 28 شخصاً ما بين مدنى وعسكرى. أمام البوابة الرئيسية للقطاع كانت تقف سيارة خاصة لأحد الضباط، كان يوجد بها 3 ضباط فى انتظار زميلهم الرابع، حتى يتوجهوا إلى حفل زفاف زميل لهم فى القاهرة، وعندما حدث الانفجار تهشمت السيارة تماماً وهم بداخلها، مما أدى إلى انفجار فى العين اليمنى لاثنين منهم، وقد تم نقلهما إلى مستشفى المعادى العسكرى.
يقع قطاع الأمن المركزى بمنطقة عزالدين بطريق «الإسماعيلية - القاهرة» الصحراوى عند الكيلو 4.5، المركز يقع فى منطقة شبه عسكرية تماماً، على الجانب الآخر تقع قيادة الجيش الثانى الميدانى، والقطاع مجاور لمجمع تعليمى كبير ومنطقة صناعية، كما أنه يبعد مسافة لا تزيد على 2 كيلومتر عن مدينة سكانية اسمها مدينة المستقبل.
يقول أحد الضباط، من داخل مديرية أمن الإسماعيلية، إن التحريات الأولية تشير إلى أن الانفجار حدث فى حدود ما بين الساعة السابعة والنصف والسابعة و45 دقيقة تقريباً، وإن عملية الانفجار تمت عن طريق سيارة خاصة كانت مليئة بما يقرب من 200 كيلو من المتفجرات، وقفت السيارة أمام القطاع، ثم تركها قائدها وانصرف، وبعد ذلك حدث الانفجار، وهو ما يشير إلى أن الانفجار حدث عن طريق جهاز لاسلكى.
يقول أحد الضابط داخل قطاع الأمن المركزى، رفض ذكر اسمه، إنه كان يصلى العشاء داخل المسجد، وظل موجوداً داخل المسجد، الذى يبعد مسافة كيلومتر تقريباً عن البوابة الرئيسية التى وقع عندها الانفجار، وفجأة سمع دوى انفجار ضخم حدث وهو داخل المسجد بالقرب من الباب، حتى وجد جسده مدفوعاً بقوة خارج المسجد.
ويروى أنه بعدما استعاد توازنه مرة أخرى قام بأخذ مجموعة من الجنود وعاد إلى السور الخلفى للقطاع حتى يقوم بعملية التأمين، خوفاً من تسلل أحد الأشخاص داخل القطاع.
يقول محمد، أحد المجندين داخل القطاع، الذى يبلغ من العمر 22 عاماً، إنه كان موجوداً داخل العنبر عقب انتهاء خدمته فى الساعة السابعة مساء، وبينما هو جالس مع زملائه سمع دوى انفجار تسبب فى سقوطه من على سريره، وتكسير زجاج الغرفة بالكامل.
يروى محمد أنه هرول مسرعاً خارج الغرفة، حتى يرى ما الذى حدث، فارتدى ملابسه العسكرية، وأسرع إلى البوابة الرئيسية، فوجد غباراً كثيفاً من أثر الانفجار يملأ المكان.