الحلقة (22) من "عمر": موت أبي بكر .. وعمر يتولى الخلافة
رأى أبو بكر أن قتال الروم ليس بالأمر الهين، فأشار أصحابه أن يستدعي خالد بن الوليد من الحيرة بنصف قوة الجيش هناك، ويترك المثنى بن حارثة على النصف الباقي، ويتأمر خالد بعد انضمامه لجيوش المسلمين في الشام على أبي عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص، وهو ما ساء عمر، إذ كيف يؤمر خالد على أبي عبيدة، لكن أبا بكر كان يثق في خالد ثقة لا حدود لها، وأنه فارس العرب الأول.
وجرت موقعة عظيمة بين الروم والمسلمين في اليرموك، وحقق المسلمون نصرا كبيرا، في أول موقعة بين القومين.
وحدث أن مرض أبوبكر، فطلب من مجلس مشورته أن يختاروا من بينهم أميرهم الذي يخلفه، لكنهم عادوا إلى أبي بكر وطلبوا منهم أن يختار لهم وهم سيرضون باختياره، فأخذ أبوبكر يستشير الناس في عمر.
وعن الخلافة، قال أبوبكر:"إنها ثقيلة وصاحبها مسئول عنها عند الله. ولا يعلم أحدنا هل يخرج منها بخير أم بشر. ولكن لابد منها، بل هي أوجب الواجبات".
وغضب عمر من استشارة أبي بكر للناس فيه، دون أن يأخذ رأيه، حيث إنه لا رغبة له في تولي أمر المسلمين، وقال له" أقلني يا أبابكر، فرد الخليفة:" والله لا أفعل ورضي صحابة رسول الله، ولو لم يكن أن احملك عليها بالسيف لفعلت، فاسكت وادنو مني أوصيك".
وكتب أبوبكر البيعة لعمر، وراح الناس يبايعون عمر بالخلافة، وتوفي أبو بكر. وتم دفنه إلى جوار رسول الله.