وزير الطيران فى حكومة قنديل: مجلس وزراء بديل بقيادة «الشاطر» أدار أزمة «الاتحادية»
قال سمير إمبابى، وزير الطيران الأسبق فى حكومة الدكتور هشام قنديل، وقت أحداث الاتحادية إن حرية رئيس الحكومة وقتها كانت ضئيلة، وإن مجلس وزراء بديلاً للمجلس الرسمى، كان يدير الأزمة، وأضاف: «كنا ننتهى من مجلس الوزراء وأثناء عودتى داخل السيارة أسمع قرارات صادرة عن مجلس الوزراء لم تجر مناقشتها أساساً داخل المجلس»، وأشاد بأداء وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين عندما رفض الامتثال لأوامر مكتب الإرشاد ورفض حماية قصر الاتحادية.
■ ما المدة التى قضيتها كوزير فى حكومة الدكتور هشام قنديل؟
- قضيت نحو 155 يوما بالضبط، أقسمت اليمين لتولى وزارة الطيران المدنى يوم 2 أغسطس، وخرجت فى التعديل الوزارى الأول على حكومة قنديل يوم 5 يناير.
■ خرجت من الوزارة بعد أحداث الاتحادية بشهر؟
- تقريباً.
■ هل خرجت فى التعديل الوزارى أم قدمت استقالتك؟
- خرجت فى التعديل الوزارى مطلع شهر يناير.
■ ما الظروف التى أحاطت بخروجك من الوزارة حينها؟
- كلنا كنا متحمسين لخوض التجربة كونها تجربة جديدة ووجود أول رئيس مدنى منتخب، وفى كل الأحوال مصر تستحق الأفضل دائماً، وأنا سافرت كثيرا من بلاد العالم، بحكم عملى، ورأيت دولا كانت أفقر منا فى وقت سابق، والآن معدلات الدخل القومى للفرد لديها أكثر وأضعاف ما نرصده لنصيب الفرد فى الدخل القومى، وكنا متحمسين فى بداية التجربة أن ننجز شيئا لهذا البلد، وأنا شخصياً أول وزير يتولى هذه الوزارة من أبنائها، ويكون مدنيا، وكان حماسى مضاعفا، لكن اصطدمنا بأكثر من عامل، اصطدمنا بالإخوان المسلمين، وتنظيمهم، وخططهم فيما عُرف بالتمكين فى البلد، وبالدولة العميقة التى ترفض التغيير، وبأصحاب المصالح الفاسدة.
والدكتور هشام قنديل، ومحمد مرسى الرئيس المعزول كانا دائماً ما يشيدان بأدائى فى الوزارة، لكنى اصطدمت بالإخوان أنفسهم، مبكرا جدا، وكان هناك وسطاء ينقلون لى رسائل منهم، وأعتقد أنها كانت من خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان، وفى أزمة الحجاب، كنت رافضا ارتداء المضيفات الحجاب، لكنهم ضغطوا لقبول هذا، وطلبوا السماح بالذقن للمضيفين، ورفضت ذلك بشدة، وأكثر من مرة طلب منا زيادة الرحلات لقطر، وتركيا، ورغم الضغوط التى مورست علينا من أعلى مستوى، لكنى رفضت أثناء وجودى كوزير للطيران، وقبل التعديل الوزارى مطلع يناير الماضى، أرسلوا لى أحد قيادات الإخوان وقال لى إن الجماعة ليست لديها مشكله فى أدائى، لكن المشكلة فى عدم التعاون معهم.
■ ماذا رصدت من محاولات التمكين؟
- يكفى أن أقول لك، إن حرية مجلس الوزراء وعلى رأسهم الدكتور هشام قنديل رئيس المجلس لم تكن كاملة، كنا ننتهى من مجلس الوزراء وأثناء عودتى داخل السيارة أسمع قرارات صادرة عن مجلس الوزراء لم تجر مناقشتها أساساً داخل المجلس.
■ هل هذا يعنى وجود مجلس وزراء بديل؟
- نعم، كان هذا يحدث بعد انتهاء المجلس بوقت قليل جدا، وبالتأكيد كان هناك من يتحكم فى الأمور بشكل كبير على كل شىء فى البلد.
■ من تقصد؟
- سؤال يجاوب نفسه، بالتأكيد مكتب الإرشاد، وحتى رئيس الوزراء نفسه كان له هامش حرية ضئيل جدا يتحرك فيه، والدكتور هشام قنديل ظُلم، وأحب أن أقول إنه ليس إخوانياً، ربما كان متعاطفاً مع التجربة، وبحديثى الشخصى معه وفى الغرف المغلقة متأكد أنه ليس إخوانياً، وهذا رأى شخصى.
■ هل تتذكر قرارات معينة صدرت ولم تناقش داخل المجلس؟
- الذاكرة لا تسعفنى، لكنى أؤكد أن العديد من القرارات كانت تصدر باسم مجلس الوزراء ولم تناقش بالأساس فى اجتماعات المجلس.
■ الإعلان الدستورى وحد كل القوى السياسية ضد الإخوان وكان سبباً فى أحداث الاتحادية، ماذا تتذكر مع صدور هذا الإعلان؟
- فوجئنا به، ولم يعلم به أحد على الإطلاق، ولم تجر مناقشات بشأنه.
■ ما عدد الاجتماعات التى عقدتموها خلال فترة هذه الأزمة؟
- كنا نعقد اجتماعا دوريا كل أسبوع، وأعتقد أنه فى هذه الأزمة عقدنا اجتماعين فى كل أسبوع، وما أتذكره أننا كلنا كنا مؤيدين لموقف وزير الداخلية وقتها اللواء أحمد جمال الدين، وهو انسحاب الشرطة، وعبرنا عن تأييدنا له بشكل شخصى، وهذا كان له جزء كبير من الإطاحة به.
■ هل تقصد أن النية كانت مبيتة لتغيير وزير الداخلية حينها؟
- طبعاً، طلب منه بشكل غير مباشر حماية قصر الاتحادية، ورد بشكل غير مباشر برفضه ذلك، وأعتقد أن النية كانت موجودة بسبب هذه الأحداث.
■ هل كانت تأتى تكليفات لك من غير رئيس الوزراء ومرسى آنذاك؟
- كانت تأتى تكليفات من بعض الشخصيات التى تتبعهم، وكان أعضاء من مكتب الإرشاد يتصلون برئيس الوزراء، وأنا لا أستبعد هذا، والأحداث سببت لنا اكتئابا حقيقيا، مهما كانت توجهاتنا، لكننا كنا نشعر بالفشل وعدم السيطرة، وأصبنا بالفشل والكآبة، وأداء اللواء جمال الدين كان أفضل ما يكون.
■ هل تعتقد أن مناقشات جرت بشأن الأزمة خارج المجلس؟
- بالتأكيد كانت تجرى مناقشات جانبية بين الإخوان ممثلين لمكتب الإرشاد وبين الدكتور هشام قنديل.