"الراجل بيتحلل على قيد الحياة" استغاثة انطلقت عبر مواقع التواصل لانتشال "يحيى" من وسط القذارة الملقى فيها بمنطقة قباء في القاهرة، إلى جوار أحد سلاسل السوبر ماركت الشهيرة، راهن المارة أن أحد الأثرياء قد يحن لحالة الرجل، ويساعده، لكن هذا لم يحدث وانتهى الأمر بجرح مجهول السبب، ما فاقم من تدهور حالة الرجل الذي غرق في بركة من الدماء والذباب والديدان.
مشهد لم يبد ذا معنى للمارة إلا واحد التقط صورة لـ"عم يحيى" مرفقة بوصف لحالته، ثم نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث حظيت بآلاف من المشاركات والمحاولات لإنقاذ الرجل، لكن التحرك الأسرع جاء من فريق "بسمة للإيواء" من الزقازيق، حيث سارع فريق الدار التي تؤوي المشردين من محافظة الشرقية إلى القاهرة لمحاولة إنقاذ الرجل، "الراجل دا بقاله قد إيه هنا"، السؤال الأول الذي طرحه الفريق لتأتي الإجابة صادمة: "كتير أوي، سنين".
يقول محمود دُرج، مدير "بسمة لإيواء المشردين": "حالته كانت متدهورة جدا، الجرح في دراعه الشمال كان فيه دود، روحنا مستشفى السلام أقرب مستشفى للمكان، قالولنا محتاج بتر، فانتقلنا لمستشفى الجامعة في الزقازيق وعملنا الفحوصات، رجال الإسعاف ماتأخروش علينا، ولا الدكاترة، اللي غيروه ليه على الجرح، وقالوا كمان ساعتين يتعرض على العيادة الخارجية، أخدناه وروحنا على الدار عشان نحميه ونسيبه يرتاح لحد معاد الكشف، لكن بمجرد ما فطر، ورقد في السرير اتوفى".
12 ساعة متواصلة، من السابعة مساء إلى السابعة صباحا، أنهكت الفريق الذي لم يكد أعضاؤه يحصلون على قسط من الراحة حتى عاجلتهم الوفاة: "ماتكلمش طول فترة وجودة غير إنه قال اسمه يحيى عبدالله أحمد من أشمون، وماطلبش غير مية وحاجة ساقعة".
نهاية صادمة، لكنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بحسب درج الذي أكد: "أنقذنا حتى الآن 320 حالة، توفي منهم 23 حالة بالطريقة نفسها، أصعبهم كانت لرجل مصاب بتقرحات في أنحاء جسده، مات على عتبة الدار".
الوفيات لا تعني لشباب الدار سوى مزيد من التأكيد على معنى واحد "الدقيقة بتفرق في عمرهم، كل واحد مرمي في الشارع محتاج إنقاذ بأسرع ما يمكن، الدار مابقتش مكفية، اشترينا أرض بـ7 ملايين جنيه ومنتظرين نبنيها عشان نستوعب أعداد أكبر، وأمنيتنا نقابل رئيس الجمهورية ونحظى بدعمه عشان إنقاذ المشردين يتحول لرسالة دولة كاملة، حلمنا مصر بلا مشردين".
تعليقات الفيسبوك