«أبوالغيط» لـ«الوطن»: كلام «أردوغان» هراء وحكومته أساءت لمصر وشعبها.. وعقابها تأخر كثيراً
قال أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق: إن خطوة طرد السفير التركى من مصر تأخرت كثيراً، وكان يجب أن تأتى عقب تطاول رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، على مصر عقب ثورة 30 يونيو. وأشار، فى حوار لـ«الوطن»، إلى أن مصر لن تتهاون تجاه أى دولة تتعمد الإساءة إليها، مضيفاً: «المصريون قادرون على تعويض جميع الاستثمارات التركية، وليأخذ الأتراك أموالهم ويرحلوا إذا كانت حكومتهم ستتمادى فى هذا التطاول».
■ كيف ترى خطوة طرد السفير التركى من مصر؟
- إجراء منطقى كان يجب أن يُتخذ منذ فترة طويلة، وكلام «أردوغان» عن طرد السفير المصرى هراء؛ لأن السفير المصرى أصلا موجود فى القاهرة بعد استدعائه منذ فترة ولم يعد إلى تركيا، كما أن «الخارجية» خفّضت البعثة لدرجة قائم بالأعمال، ولا يوجد فى أيديهم شىء الآن إلا قطع العلاقات إن أرادوا.
■ لكن البعض يخشى على المصالح المشتركة بين البلدين، خصوصاً فى مجال التبادل التجارى والاستثمارات؟
- فليأخذ الأتراك كل رؤوس أموالهم ويمشوا من مصر، والمصريون بأيديهم أن يعوِّضوا كل هذه الاستثمارات التركية؛ فهم يحاولون أن يهدموا مصر، وبعد ذلك نخشى على الاستثمارات ورؤوس الأموال وعلى العلاقات!! من يهاجم مصر يجب أن يدفع الثمن.
■ هل ترى أن تراجع العلاقات يعود لموقف «أردوغان» فقط، أم أن هناك أشياء أخرى؟
- نعم.. تراجُع العلاقات يعود لمواقف «أردوغان» منذ ثورة 30 يونيو، ومصر صبرت عليه كثيرا، وتركيا من أول لحظة وهى تشجع الإخوان فى المضى قُدماً فى أعمال الفوضى فى الشارع المصرى، فضلا عن حملاتهم الداخلية والخارجية لاستمرار عدم الاستقرار فى مصر، ومن ثم فإن موقف مصر جاء طبيعيا جدا أن تتخذ هذا الإجراء بسحب السفير ردا على هذه الأعمال العدائية.. وتصريحات «أردوغان»، قبيل مغادرته إلى موسكو حول الشأن الداخلى فى مصر، تمثل حلقة إضافية فى سلسلة من المواقف والتصريحات الصادرة عنه وتعكس إصرارا على تحدى إرادة الشعب المصرى وتدخلا فى الشأن الداخلى للبلاد، فضلا عمَّا تتضمنه هذه التصريحات من افتراءات وقلب للحقائق وتزييف لها بشكل يجافى الواقع منذ ثورة ٣٠ يونيو، كما أنه سعى لتأليب المجتمع الدولى ضد المصالح المصرية، وبدعم اجتماعات لتنظيمات تسعى إلى خلق حالة من عدم الاستقرار فى البلاد.
■ لو كنت وزيرا للخارجية هل كنت ستقدم على هذه الخطوة منذ فترة أم الآن؟
- خطوة طرد السفير التركى تأخرت كثيرا، وكان يجب أن نرسل إلى تركيا رسائل قوية متتالية قبل أن نتخذ هذه الخطوة، وبالفعل نحن أرسلنا لهم أكثر من رسالة وقلنا لهم نحن مستاءون من تصرفاتكم تجاه مصر، واستدعينا السفير التركى أكثر من مرة وقلنا له لا يصح هذا الكلام، وعندما لم يرتدعوا كان علينا أن نطرد السفير؛ فهذا الإجراء طبيعى جدا وأفضل من أن نقدم على خطوة قطع العلاقات.
■ إلى أى حد يمكن أن يؤثر ما حدث على العلاقة بين الشعوب، أم أن الأمر يتوقف على الحكومات فقط؟
- لا.. طبعا العلاقة بين الشعوب موجودة، ولا تأثير لما حدث على الشعوب، والمسألة هى أن حكومة أردوغان أساءت إلى الشعب المصرى والدولة المصرية، فتقرَّر عقابها، لا زيادة فى ذلك ولا نقصان، وتخفيض مستوى العلاقات إلى قائم بالأعمال وطرد السفير يعنى أن العلاقات الرسمية تأثرت بالفعل، لكن كل ذلك لن يؤثر على العلاقات مع الشعب التركى؛ فمصر تكن كل الاعتزاز والتقدير للشعب التركى وهناك روابط تربطنا معاً، لكن لا يمكن السكوت والصمت عن هذا المسلك المرفوض من جانب الحكومة التركية والتصريحات المتكررة لرئيس الوزراء التى تمثل تدخلاً صريحاً وغير مقبول فى الشأن المصرى.
■ ما مدى إمكانية تكرار ما حدث تجاه تركيا من طرد السفير التركى من القاهرة مع دولة مثل قطر؟
- طرد السفير التركى يمكن أن يطبق على أى دولة أخرى تسىء لمصر وللعلاقات مع الدولة المصرية والشعب المصرى، ويجب ألا ندخل قطر الآن فى هذا الأمر؛ لأننا بصدد تركيا، وإذا خرجت من دولة قطر تصريحات تسىء إلى مصر أو الشعب المصرى عند هذا نتحدث فى هذا الأمر ولا نتهاون تجاهه.
■ كيف ترى أسف الرئيس التركى عمَّا حدث من طرد السفير التركى؟
- الرئيس التركى ليس له تأثير على السياسة الخارجية، لكن طبعا عبدالله جول كان وزير خارجية له قيمة ووضعه وتصريحاته لها وزن وهو يأسف لتطور الأمور إلى هذا الحد رغم أنهم هم الذين بدأوا بالتصعيد.