خبراء مياه: التكتم على نتائج الاجتماع «دليل الفشل»
تباينت آراء خبراء المياه الدوليين حول نتائج اجتماع وزراء الموارد المائية لدول مصر وإثيوبيا والسودان بخصوص سد النهضة الإثيوبى، وقال عدد من الخبراء إن الاجتماع فشل نتيجة إصرار إثيوبيا على المواصفات الحالية للسد، بدليل التكتم الرسمى على نتائج الاجتماع، مما يعنى ضرورة التحرك بشكل أكبر لوقف بناء السد لحين الاتفاق حول مواصفاته التخزينية وسنوات الملء، فيما أكد آخرون أن الاجتماع خرج بنتائج إيجابية، لأنها كسرت جمود العلاقات المفروضة على مصر منذ الانتهاء من تقرير لجنة الخبراء فى مايو الماضى.
قال الدكتور علاء الظواهرى عضو اللجنة الثلاثية لتقييم آثار سد النهضة الإثيوبى، إن النتائج التى جاء بها الاجتماع إيجابية، لأنه أول اجتماع، وهو مخصص فى العادة لاقتراح الآراء والحلول وإيصال الشواغل من الدول الثلاث لبعضها.
وأضاف «الظواهرى» أن الكثير من الدراسات تؤكد تأثر مصر والسودان سلبياً إذا جرى بناء السد بالمواصفات الحالية، مشيراً إلى أنه من خلال الاتفاقيات بين الدول سيتم تقليل وتعديل المواصفات، وأنه فى حالة ثبوت الضرر يتم الاتفاق عليها، على أن تتولى وزارة الخارجية التعامل مع نظيراتها بدولتى السودان وإثيوبيا، التى بيدها جميع الأوراق. وأشار إلى أن مصر ترى أن هناك أضراراً تصيبها من بناء السد، فى حين ترى إثيوبيا أنه سيحقق لها التقدم والتنمية، فى الوقت الذى تقف فيه السودان بين الدولتين، مؤكداً أن المواصفات التى وضعتها إثيوبيا للسد لن يتم قبولها بأى حال، ولا بد من تدخل مصر فى إدارة السد لأنها من الدول التى ستتأثر به. ورأى «الظواهرى» أن كل دولة ستجهز تقاريرها التى ستعرضها على باقى الدول خلال الاجتماع المقبل، وأن التقارير سيكون بها آليات التنفيذ، لافتاً إلى أن مصر عليها أن تكثف من تحركاتها وأن تكون تلك التحركات على أعلى مستوى حتى لا تهدر حقها التاريخى والقانونى.
من جانبه قال الدكتور نادر نورالدين أستاذ الأراضى والمياه بجامعة القاهرة، إن نظرة الحكومة لـ«سد النهضة» ضيقة، ولا تشمل السدود الأربعة التى سيتم بناؤها على النيل الأزرق، محذراً من أن الموافقة ضمنياً على بناء سد النهضة تعنى الموافقة على بناء إثيوبيا باقى السدود، لأن حجم الطمى الذى سيتراكم خلف السد هائل، ولا بد من بناء سدود أخرى لتحجز خلفها أجزاء من الطمى وتطيل عمر سد النهضة، وقال إن الاجتماع الأول بالخرطوم فشل فى تحقيق نتائج إيجابية لصالح مصر.
فيما أكد الدكتور هانى رسلان رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن عدم الإعلان عن نتائج اجتماع الخرطوم بين وزراء رى مصر وإثيوبيا والسودان، بعد روح التعاون التى أبدتها مصر قبل الاجتماع، يكشف عن إصرار إثيوبيا على المُضى قُدماً فى إنشاء السد بمواصفاته الحالية،.
وأضاف «رسلان» إلى أن موقف السودان من الناحية السياسية برئاسة عمر البشير يميل إلى الجانب الإثيوبى، خصوصاً بعد ثورة 30 يونيو، واتخاذ موقف ضد مصر، مشيراً إلى أن الخارجية المصرية جزء من عملية التفاوض، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تماطل إثيوبيا فى الاستجابة للمقترحات المصرية خلال الاجتماع المقبل فى 8 ديسمبر المقبل، لتكتسب مزيداً من الوقت يساعد على الاستمرار فى إجراءات بناء السد.