أهمية وضرورة الأمن فى حياتنا
لا شك أننا جميعاً فى حاجة للعيش فى كنف الأمن والاستقرار، ومن ثمَّ يحتاج الفرد فى حياته إلى الأمن على نفسه ودينه وعرضه وماله، وقد جعلت الشريعة الإسلامية الحفاظ على هذه الضروريات من أهم مقاصدها.
وقد قدم الإسلام الأمن الاجتماعى على اجتناب الشرك بالله كما حرص على تحقيق الأمن الاقتصادى قال تعالى: (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [سورة النحل 12].
فكل البشر يحتاجون إلى أن يعيشوا فى سلام وآمان، فلا يمكن لأى دولة تريد أن تزدهر وتتطور وتحقق رفاهية العيش لأبنائها، ويشعر الناس فيها بعدم الأمان فى حياتهم.
ومن آليات تحقيق الأمن: نشر ثقافة الأمن والسِّلم، فنحن جميعاً فى حاجة إلى قيم الأمن والسلم والتسامح بكل أبعادها مما يحتم على الجميع نشر هذه القيم فى المجتمع والبيت والمدرسة.. ولهذا كانت تحية الإسلام «السلام عليكم».
والاعتدال والوسطية واجتناب التطرف: فالإنسان حر فى اختيار عقيدته وتبنى أفكاره وآرائه لكن لا يحق له أن يلزم غيره بأفكاره عن طريق العنف والإكراه، فالإسلام يقرر مبدأ الحرية وجعل الحوار هو السبيل للحوار وإنهاء الأزمات.
والتخلق بأدب الاختلاف: وهو احترام الرأى الآخر والالتزام بكافة حقوقه وما يتوجب نحوه.
والتعاون على إزالة المظاهر التى تخل بالأمن والاستقرار قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2].
وتحقيق العدالة: قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90] .
وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء. قال عليه الصلاة والسلام: (أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَإِنِّى وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا) رواه مسلم.
لذلك أطالب جميع الكتاب والسياسيين والمفكرين بأن يكون همهم الأول هو تقديم الحلول وليس النقد فقط، لأننا فى حاجة ماسة إلى حل عاجل للأمن الغائب فى مصر، ومطلوب حل عاجل للاقتصاد المتدهور.
ولكى أكون عملياً فإننى أطرح بعض الأفكار التى يمكن أن تساهم فى حل مشكلة الأمن واستعادته، بالإضافة لدور الشرطة النظامى، منها:
تشكيل شرطة الانتشار السريع من خريجى كليات الحقوق والتجارة والتربية الرياضية، هذه الشرطة يتم تجنيدها من خلال القوات المسلحة وبالتالى لن تشكل رواتبهم عبئاً على ميزانية الدولة لأنهم سيأخذون رواتب المجندين، وفى نفس الوقت يؤدون خدمتهم العسكرية، ويحصل هؤلاء المجندون على تدريب مكثف لمدة شهر، ثم ندفع بهم، ومن خلال زى مختلف عن زى الشرطة وفى سيارات خاصة، إلى الشارع المصرى، وتكون مهمتهم الوجود فى المناطق الشعبية ومواقف السيارات ونهايات خطوط الأتوبيسات والتجوال على طول الطرق السريعة والمحاور لتأمين الطرق من البلطجية واللصوص وقطاع الطرق.
ويمكن أيضاً الحصول على السيارات من خلال شركات السيارات الموجودة فى مصر وأغلبها سيرحب لأنه نوع من الدعاية والإعلان لشركته وجزء من المسئولية الاجتماعية لهذه الشركات التى تحصل على الإعفاء من شريحة معينة من الضرائب بسبب مساهماتها الخيرية فى نهضة المكان الموجودة به، أو أن نعفى سيارات شرطة الانتشار السريع من الجمارك والضرائب لضمان الحصول عليها بسعر رخيص، مع تسيير المراكب البخارية بشكل مستمر لحفظ الأمن والأمان، وبذلك يشعر المواطن بأن هناك حضورا ملحوظا لأفراد الأمن، مما يطمئنه على نفسه وعياله، ويدفعه إلى ممارسة عمله بشكل طبيعى. إن إعادة الأمن والانضباط فى الشارع المصرى فى أقرب وقت ممكن هى الطريق الرئيسى لتحريك الاقتصاد والسياحة والتنمية.