الحلقة (15) من "عمر" .. الرسول يرسل رسله لملوك الدول
على الرغم من ازدياد القوة المتنامية للدولة الإسلامية والتي ظهرت بجلاء بعد غزوة الأحزاب، إلا أن الاستقرار الحقيقي لم يأتِ إلا بعد صلح الحديبية؛ فاعتراف قريش أكبر قبائل العرب وزعيمة الجزيرة سياسيًّا ودينيًّا واقتصاديًّا وتاريخيًّا، هذا الاعتراف أعطى المسلمين شهادةَ ميلادٍ حقيقية، وأعلن للجميع سواءٌ من العرب أو من العجم أن هناك دولة جديدة ولدت في المدينة المنورة، وهذه هي الدولة الإسلامية، وزعيمها الرسول الكريم ، وكان أول شيء فكر فيه بعدما عاد إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية هو إعلام العالم أجمع بهذا الدين الجديد؛ ليثبت لنا وللجميع أن هذا الدين دين عالمي، ونزل لخير الأرض بكاملها
كانت الرسائل التي أرسلها الرسول في منتهى الوضوح، ودعا الرسول زعماء الأرض للدخول في الإسلام، وحملهم مسئوليتهم ومسئولية شعوبهم أيضًا، وبدأت فعلاً هذه الرسائل تخرج من المدينة المنورة، وخرجت هذه الرسائل في نفس الشهر الذي رجع فيه الرسول من صلح الحديبية في شهر ذي الحجة سنة ست من الهجرة، والبعض يؤخّرها إلى غرة محرم سنة 7هـ، أي بعد أيام من صلح الحديبية. وانظر إلى حرص الرسول على توصيل الإسلام إلى كل مكان، ولكن الظروف لم تكن مهيأة قبل ذلك، وعندما سنحت الظروف خرجت هذه الرسائل، وهي في معظمها في وقت متزامن لا يفصل بينها إلا أيام. والرسائل التي أرسلت في شهر ذي الحجة سنة 6هـ وأوائل محرم 7هـ، كانت سبع رسائل:
- رسالة إلى النجاشي أصحمة -رحمه الله- ملك الحبشة، وحملها عمرو بن أميَّة الضمريّ .
- ورسالة إلى المقوقس زعيم مصر، وحملها حاطب بن أبي بلتعة اللخميّ .
- ورسالة إلى كسرى ملك فارس، وحملها عبد الله بن حذافة السهميّ .
- ورسالة إلى قيصر ملك الروم، وحملها دِحْيَة بن خليفة الكلبي .
- ورسالة إلى المنذر بن سَاوَى ملك البحرين، وحملها العلاء بن الحضرميّ .
- ورسالة إلى هَوْذَة بن عليّ ملك اليمامة، وحملها سَلِيط بن عمرو العامريّ .
- ورسالة إلى الحارث بن أبي شَمِر الغساني ملك دمشق، وحملها شجاع بن وهب الأسدي