كتابة النسوان!!

تأخر مقالى هذا كثيراً، فكلما انتويت كتابته عرقلنى بعض من الحياء وقليل من الكياسة وكثير من التحوّط، لأنها منطقة ألغام قد يفهمها البعض بأنها طعن فى المهنة أو يظنّها آخر تعرية لوسط يحسبه الكثيرون مثالياً، لكنه فى النهاية تعبير عن مجتمع بكل ما فيه من سوءات وسيئات وحسنات أيضاً. البشر كثيرون والأزمة أن يصبح الكتاب أكثر، فتلك المشكلة، فليس كل من أمسك قلماً يصبح جديراً به، وهنا أتحدث عن مسألة تخص البيت الصحفى غير أنها تتماس مع مسئوليتنا تجاه قراء وجماهير تتعلق بالكلمات وتتخذها شمعة لإنارة طريق أو استنارة قرار أو تحديد اتجاه، ولذا فإن الكلمة حياة أو جريمة، وبعد هذه المقدّمة الطويلة العريضة أذهب بكم إلى ساحة الكتابة النسوية «كتابة النسوان يعنى» فى الصحافة المصرية، فهى بلا شك مثار اهتمام، وأعتقد من وجهة نظرى، أنها مساحة تندر أيضاً على زمن باتت الكتابة فيه ليست حرة بمعنى الحفاظ على شرف الأقلام قبل الأبدان، وأقصد هنا مساحتين فى الأقلام النسوية، أولاهما مساحة ابتذال تعتبر المقال مصطبة يُقال فيها كل شىء وأى شىء حتى ألفاظ غرف النوم أو حكاوى النساء الخاصة على الأسطح أو فى الحارات بما فيها من صراحة ومباشرة وأحياناً إيحاءات قد يخجل العقل من الذهاب إليها فما بالك لو كانت على أوراق، أما المساحة الثانية فهى مساحة افتعال، أى افتعال المعرفة والعمق، ومن ثم يحدث أمران، إما إساءة إلى قضايا نبيلة بغباء التسطيح، أو تناول جاهل يجرح الحقيقة ويمنح المتربّصين جولة فى الصراع بين الوسطية والظلاميين!! مساحة الابتذال الأولى شوارعية بامتياز تأتى من باب «الجمهور عايز كده» خلطة أشبه بأفلام «السبكى» ومحمد رمضان وأعمال من عينة «قلب الأسد والألمانى والقشاش»، يعنى مقال كوكتيل «شوية رقص، على شوية إيحاءات، على خيانة، على شوية أكشن مفتعل» يظن البعض أننى أكتب عن كاتبة بعينها، لكن المسألة تجاوزت هذه الكاتبة فى الصحيفة المصرية الزميلة العزيزة، فهى باتت موضة، أن تجد شعراً أصفر ولا تجد عقلاً يكتب، أن تجد «روج» و«روجاجو»، وليس حبراً خالصاً لوجه الحقيقة، وقبلها ضمير يتحرّج أمام خالقه. أشعر بطعنة للمهنة يزداد اتساع جرحها يوماً بعد يوم، ظنوا أن المقال شاشة تلفاز قبل أن يكون نافذة عقل، نظروا إليه نظرة شبق وليس نظرة إجلال واحترام وتقدير ومعها إدراك! الابتذال يصاحبه شقيقه الافتعال، والمسئولية ليست عند التى تكتب بشعرها وقسمات وجهها وشياكتها، لكن عند الذى يسمح لها بمساحة نشر أو عمود كتابة، الجرح عظيم يستحق وقفة وقبلها تشخيص، لم تسعه المساحة والتحرّج، لأن تفاصيله مخزية، ومن ثم أردت الاكتفاء بهذا القدر، حتى لا أُتهم بأننى عدو للمرأة أو أصبح هدفاً لمناصرى الجنس اللطيف على أوراق الصحف أو أكون موضوعاً لشكوى فى مجلس قومى أو منظمات حقوق الإنسان، لأننى أكره النساء على صفحات الجرائد وأريدهن مثل الرجعيين فى المنازل أو مع أطفالهن، رغم أن الغرض شريف، وهى الحرية للكاتبات، ما دامت تملك عقلاً جميلاً قبل أن تتمتع بجسد أنثى، فهى مثل الحرة لا تأكل بثدييها.. أقصد تكتب بعقلها!! كلمة أخيرة: ما كتبته جرس إنذار لتقويم المعوج وإصلاح المكسور وانتصار لكاتبات مصريات فضليات أمتعونا دائماً بكتاباتهم، ورأيناهم فقط عقولاً دون أجساد ووجوه وشعور ملونة!!