سفير السويد فى القاهرة: لدينا 600 ألف مسلم فى بلادنا يلتقون فى مجموعات لتناول الإفطار معاً
سفير السويد يحمل «الفانوس» الذى تلاقاه هدية
«شهر رمضان هو أفضل شهر، ولدىّ الكثير من الأصدقاء فى مصر، مسلمين ومسيحيين، الأمر لا يفرق فى مصر، خلال هذا الشهر الكل يتجمع معاً لأنه وقت الكرم»، هكذا تحدث السفير السويدى فى القاهرة يان تيسليف عن شهر رمضان وقضائه له فى مصر، مستعرضاً ذكرياته فى القاهرة، حيث كان يقيم بها منذ 19 عاماً. وقال السفير تيسليف، فى حديثه لـ«الوطن»، إنهم يحتفلون فى السويد بشهر رمضان، حيث يوجد هناك 600 ألف مسلم يتجمع غالبيتهم باستمرار للاحتفال معاً بالشهر الكريم، ويتجمعون على الموائد المختلفة فى الكثير من المناطق داخل السويد، وذلك ضمن أجواء روحانية رائعة.
أقمت فى «القاهرة» قبل 19 عاماً لكنها اختلفت كثيراً الآن
الاختلافات بين قضاء شهر رمضان فى مصر والسويد تتمثل فى طول ساعات الصيام، حيث فسر السفير السويدى ذلك بأن طول ساعات النهار يزيد معاناة الصائمين فى السويد، حيث تغرب الشمس غالباً فى العاشرة مساء، ولكن المسلمين فى السويد يحافظون على تقاليد هذا الشهر الكريم دون تغيير عاداته وأحكامه، وأحياناً فترة الصوم خلال رمضان قد تصل فى مدينة ستوكهولم إلى نحو 20 ساعة، حيث يأتى شهر رمضان فى فصل الصيف خلال السنوات الماضية.
ويفضل السفير «تيسليف» تناول وجبة «الملوخية» سواء فى رمضان أو فى غيره من الشهور، حيث يفضل الكثير من الطعام المصرى، خصوصاً الذى يتناوله فى المناطق القديمة بالقاهرة، وقال السفير إنه يفضل الذهاب لمناطق القاهرة الفاطمية مثل منطقة الحسين وخان الخليلى وغيرها من الأماكن المجاورة التى يقضى فيها أوقاتاً سعيدة، مشيراً إلى أنه يفضل مشروب الكركديه الرمضانى باستمرار ويفضل تناوله فى باقى شهور العام، والبعض يتشاور حول اتباع التوقيت المحلى للصلاة والإفطار حسب بلد الإقامة، وآخرون يعتبرون أن توقيت مكة المكرمة هو الذى ينبغى اتباعه، أو الإفطار وفق توقيت أقرب بلد مسلم، ما يجعل النقاش يحتدم ولفترة طويلة، وكل شخص يقرر ما يراه، ولكن فى الوقت نفسه فإن نكهة رمضان السويدية فى الصيف تترافق أيضاً مع جمال الطبيعة الخلابة، ونسمات الهواء على الرغم من الحر الشديد أحياناً، ولكن الرطوبة تكون قليلة وهدوء الناس وسهولة التعاملات تعطى هذه النكهة ميزات أخرى قد لا توجد فى بلدان أخرى.
يان تيسليف: تلقيت «فانوس» هدية وأعتز به كثيراً
وتحدث السفير عن ذكرياته حين كان يقيم فى العام 1999، والاختلاف الذى حدث فى مصر الآن، وقال: الفرق واضح، حينما غادرت مصر عام 1999 كان تعداد سكانها 62 مليون نسمة، ولكن تضاعف هذا العدد، وازدادت نسبة الشباب الذى يعطى ثروة بشرية أكبر للاقتصاد، ويخدم أهداف التنمية، فضلاً عن التقدم الذى شهدته مصر فى التكنولوجيا الحديثة التى اعتاد المصريون استخدامها الآن من خلال الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الأخرى والتطبيقات الحديثة التى ابتكرها الشباب المصرى المبدع، وهناك أمر آخر على مستوى السياسة، أن مصر أصبحت منخرطة مع العالم الخارجى أكثر مما كانت عليه فى فترة التسعينات، وأصبحت مصر متشابكة مع العالم المحيط بها بشكل كبير.
وأشار السفير السويدى إلى أنه يتلقى دعوات كثيرة من أصدقائه خلال شهر رمضان لتناول الإفطار معاً، وأنه يلبى تلك الدعوات باستمرار من أجل الاستمتاع بالجو الرمضانى المبهر، وقال: تلقيت فى إحدى المناسبات «فانوس رمضان» هدية وأحتفظ به، وأعتبره هدية رائعة لا يمكن نسيانها، مبيناً أن العديد من العائلات السويدية تتبادل الزيارات ودعوات الإفطار فيما بينها، فى محاولة لمعايشة أجواء بلدانهم وعلاقاتهم الاجتماعية، وأن الكثير من المراكز والجمعيات الإسلامية تقيم دعوات إفطار جماعية لمن يحب أن يتناول فطوره فى أجواء ومكان مختلف عن المنزل.
وقال السفير إن الكثير من المسلمين فى السويد يجتمعون معاً لأداء الصلاة عقب الإفطار، حيث يجتمع مئات المسلمين لأداء الصلاة، وإن هذه الأجواء الروحانية والاحتفالية بالشهر الكريم لا تمر مرور الكرام فى نظر السويديين الذين يتلقون معلومات عديدة حول هذا الشهر الروحانى من أفراد الجالية المسلمة وحواراتهم معهم.