من كواليس الأفلام | "غني حرب".. قصة "الدرس الأول" لكمال الشناوي
لقطة من فيلم غني حرب
فيلم "غني حرب".. كان علامة فارقة في حياة الفنان الراحل كمال الشناوي، حيث طلّ فيه لأول مرة عبر الشاشات الفضية، معلنا موهبته التمثيلية المتميزة، ليسحب البساط من الفنانين الكبار لوسامته أيضا.
في 3 فبراير عام 1947، عُرض الفيلم لأول مرة، وشاركه في التمثيل ليلى فوزي، بشارة واكيم، فتحية شاهين، والفيلم من إخراج نيازي مصطفى، وتدور أحداثه في الفترة التي أعقبت نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث زادت ثروة بعض التجار المستغلين الذين خزنوا البضائع، ولجأوا إلى رشوة موظفي الحكومة من أجل الحصول على السلع وبيعها بأسعار عالية.
ويروي الفنان كمال الشناوي، في مذكراته التي نشرتها صحيفة "الراي" الكويتية، تفاصيل انضمامه للفيلم، بأنه أثناء عمله معلما بإحدى المدارس الإعدادية في أسيوط التقى شقيق المخرج نيازي مصطفى، الذي أعطاه بطاقة توصية للمخرج، وبالفعل قابله في القاهرة بعد أسبوع من ذلك، ووعده نيازي بالاتصال به فيما بعد.
وعقب مرور 14 يوما، اتصل بالفعل نيازي به ليسند إليه دورا بالفيلم، ويقول الشناوي: "ذهبت لأول مرة إلى استديو مصر الذي طالما حلمت أن أدخله كفنان"، إلا أنه يبدو أن تلك المرة لم تكن سهلة على الإطلاق، حيث نشبت بينه وبين القائمين على العمل مشاجرتين لم يكن مخطط لهما، بحسبما أورده.
قال الشناوي إن الشجار الأول حدث نتيجة خشيته الكاميرا كثيرا، ولكن ساعده على اعتياد ذلك المشاركون بالفيلم، وعلى رأسهم بشارة واكيم، الذي وجهه بكيفية النظر للكاميرا ونصحه بـ"أن يكون صادقا وطبيعيا ليصل للقلوب سريعا"، مضيفا: "وعندما بدأ التصوير لاحظت أن بشارة فعل عكس كل ما نصحني به وعلى الفور قلت (استوب) ليثور غضب الجميع لأنه لا يجدر لأحد أن يقول هذه الكلمة إلا المخرج".
لم يقتصر الأمر على ذلك في اليوم الأول من التصوير، حيث طلب المخرج من كمال الشناوي أن يرفع صوته أثناء أداء أحد المشاهد فرفض قائلا: "المفروض أنني ما زلت طالبا في الجامعة وأذهب لشخص لأطلب بنته للزواج وبكل خجل فكيف أرفع صوتي"، وظن أن ذلك سيثير ضيق نيازي للمرة الثانية إلا أنه أخلف توقعاته واقتنع برأيه.
وتابع الفنان كمال الشناوي قائلا إنه بعد انتهاء تلك المشاهد، توجه إليه المخرج نيازي مصطفى، وأخبره بمدى سعادته به، وألا يكرر كلمة "استوب" مرة أخرى.. وهو ما اعتبره الشناوي بمثابة "الدرس الأول" له في عالم التمثيل.