الصلاة تحت «مروحيات الأسد»: نفسى أكون شهيد
مسجد يتعرض للقصف، ومصلون يصرون على الاستمرار فى الصلاة فى المسجد.. هذا هو حال السوريين فى حمص، فحينما تعرض مسجد «خالد بن الوليد» لقصف بشار الأسد لم يمتنع المصلون عن التردد على المسجد خوفا من الموت. الناشط السورى أبوجعفر الحمصى يحرص على أداء صلاة التراويح يوميا فى هذا المسجد، متحديا القصف الذى يتعرض له، وحينما اعترضته أسرته خوفا عليه من الموت رد قائلا: «الصلاة أو الشهادة كلاهما أحب إلى قلبى من أى شىء آخر فى الدنيا».
يحكى الحمصى لـ«الوطن» أن حرصه على الصلاة فى المسجد سمة مشتركة بين كل شباب حمص، الذين يرفضون طاعة أهاليهم الذين يحذرونهم من دخول هذا المسجد الذى تستهدفه مروحيات الأسد.
ويقول: «لن تمنعنى وحشية الأسد من أداء فريضة الصلاة فى المسجد، فلا يمكن أن يمر علينا رمضان دون أن نتعبد فى رحاب خالد بن الوليد».
ويقول جلال أبوسليمان، عضو الهيئة العامة للثورة السورية فى حمص، لـ«الوطن»، إن «القصف مباشر على المسجد منذ خمسة أشهر، وزادت حدته مع بداية شهر رمضان، حتى إنه شهد مجزرة مروعة راح ضحيتها العشرات قبل رمضان بأيام قليلة».
وقال الناشط السورى أبومحمد إبراهيم من حمص لـ«الوطن»، إن «خالد بن الوليد هو أهم جامع فى حمص، يحرص السكان على الصلاة فيه حتى فى غير أيام رمضان، وتخرج منه مظاهرات يوم الجمعة ضد الأسد، إلا أنه يوميا يتعرض للقصف».
وتابع: «أذهب للصلاة فى المسجد منذ الصغر، فهو له مكانة خاصة عند كل الحمصيين، فهو من الآثار القديمة التى نعتز بها، وتعودت أن أختم القرآن فيه كل رمضان».
ويعود بناء جامع خالد بن الوليد إلى القرن السابع الهجرى (القرن 13 ميلادى)، أما البناء الحالى فيعود إلى العهد العثمانى فى القرن 19 الميلادى أيام السلطان عبدالحميد الثانى، حيث أقيم المسجد الجامع على أنقاض المسجد القديم، وهو مبنى وفق الطراز المملوكى أيام السلطان الظاهر بيبرس.