لاتؤجل علاج اليوم لفيروس «سى» إلى الغد
د. محمد صبحى الشاذلى أستاذ الكبد والجهاز الهضمى طب الإسكندرية
تعتبر الإصابة بفيروس (س) من الأمراض المنتشرة فى مصر بل هى حاليا مرض مصر القومى الذى يحتاج لتكاتف المجتمع مع الدولة للقضاء على هذا الوباء الذى تفشى فى مصر ويستنزف صحة مواطنيها واقتصادها القومى.
وهناك عبء كبير على المواطنين فى الحد من انتشار المرض من حيث مراعاة النواحى الوقائية والصحية، المعروف علميا أن هذا الفيروس ينتقل عن طريق اختراق الجلد بآلة طبية أو حادة ملوثة بدم مصاب وببساطة شديدة مراعاة وسائل التعقيم يمنع انتشاره.
هذا الفيروس يمكث بالكبد فترة زمنية طويلة قبل أن يحدث إصابة جسيمة بالكبد، ومعظم المصابين لا يشكون أى أعراض وغالبا تكتشف الإصابة بالصدفة، ويعتقد كثير من المرضى أن عدم وجود أعراض مع وظائف كبد طبيعية أن الفيروس ليس نشطاً (خامل) وهذا اعتقاد غير سليم وليس علميا ويجب ألا يطمئنوا إلى ذلك.
على مرضى الالتهاب الكبدى الفيروسى سى المتابعة لحالتهم كل أربعة أشهر وذلك للتعرف على الوضع الطبى وتدارك المضاعفات التى قد تحدث بمرور الوقت حتى فى عدم وجود شكوى، والمعروف علميا وعالميا أن علاج فيروس سى هو عقار الإنترفيرون ممتد المفعول مع عقار الرييافرين لمدة ٤٨ أسبوعا فى النوع الرابع الذى يسود فى مصر، وعلاج الفيروس ليس هدفه الشفاء من الفيروس فقط بل أيضاً الحد من انتشاره. ويجب على المرضى الإقدام على العلاج رغم أعراضه الجانبية، ويجب أن يكون عندهم الإصرار والطموح للشفاء حيث لا يوجد بديل حتىالآن غير هذه العقاقير، وقد كثر الكلام عن أدوية كثيرة من المنتظر أن تكون أكثر فاعلية وأقل تكلفة وأعراض جانبية وهذا أمل كبير ننشده جميعا ولكن حقيقة لا نعرف متى وهل تصلح هذه الأدوية للفصيلة الرابعة بمصر والتكلفة والأعراض الجانبية، ويجب على المجتمع تشجيع المرضى للعلاج حيث وفرت الدولة العلاج مجانا وأيضا بأسعار رمزية مقارنة بالسعرالحقيقى وألا نتكاسل منتظرين غيباً لا نعرف حقيقته بوضوح.