اتفاق «أمريكى - روسى» حول قرار «الأمم المتحدة» بشأن سوريا
توصلت الولايات المتحدة وروسيا أخيراً، بعد أسابيع من الخلاف الدبلوماسى، إلى مسودة قرار فى الأمم المتحدة، تطالب سوريا بالتخلى عن أسلحتها الكيماوية، إلا أنها لا تهدد باستخدام القوة المسلحة ضد دمشق إذا لم تلتزم بذلك. وقالت سامنثا باور، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة «إن الاتفاق الذى تم التوصل إليه مع روسيا يجبر سوريا قانونا على التخلى عن مخزونها من الأسلحة الكيماوية، والمسودة طرحت على مجلس الأمن بكامل أعضائه فى جلسة مغلقة عقدت مساء أمس الأول».
وقالت «باور»: «النتيجة التى تم التوصل إليها الليلة بدت مستحيلة منذ أسبوعين فقط. قبل أسبوعين لم يكن النظام السورى يعترف بوجود مخزوناته من الأسلحة الكيماوية. لكن الليلة لدينا مسودة قرار مشتركة هى نتيجة دبلوماسية مكثفة ومفاوضات على مدى الأسبوعين الماضيين».
وقال السفير الروسى لدى الأمم المتحدة فيتالى تشوركين، إنه يأمل أن ينتهى مجلس الأمن من الاقتراع سريعا، وأضاف: «آمل أن يجرى الاقتراع فى حوالى الساعة الثامنة مساء الجمعة، بتوقيت نيويورك. أعرف أن بعض وزراء الخارجية يمددون إقامتهم فى نيويورك من أجل المشاركة فى ذلك الاقتراع».
وتم التوصل إلى الاتفاق بعد مفاوضات مكثفة فى الأمم المتحدة مع روسيا حليفة الرئيس السورى بشار الأسد. وقال دبلوماسيون إن القوى الغربية فى مجلس الأمن تراجعت عن الكثير من مطالبها الأولية لتضمن موافقة روسيا. وأعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أنه تم التوصل إلى «تفاهم» لكنه لم يقدم أى تفاصيل.
وأكد مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية، مساء أمس الأول، أن «روسيا وافقت على دعم قرار قوى ملزم وقابل للتنفيذ»، مؤكدا أنه يعد «اختراقا تاريخيا وغير مسبوق»، بينما قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى «إن سوريا ستنهار قبل أن يمكن لأى طرف أن يزعم تحقيق نصر عسكرى، وهناك حاجة إلى أن تتحرك جميع الأطراف بسرعة للتوصل إلى حل سياسى لإنهاء الصرع».
من جانبه، قال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير مارك ليال جرانت، إن الدول الأعضاء ناقشوا فجر أمس، مشروع القرار، مؤكدا أن «مشروع القرار يفرض التزامات ملزمة ومفصلة للغاية على النظام السورى للامتثال للقرار الذى ستتخذه منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية، كما أن هناك دورة تقديم التقارير المنتظمة كل ثلاثين يوما، وأيضاً دورات الإبلاغ فى حالات الطوارئ، إذا لزم الأمر لحالات عدم الامتثال. والأهم من ذلك هناك شرط يقول إنه فى حالة عدم امتثال أى طرف». وأضاف: «القرار يوجه رسالة إلى الأسد حول الغضب الذى يشعر به جميع أعضاء مجلس الأمن فى استخدام الأسلحة الكيميائية، تلك هى الرسالة الأساسية وآمل أن تنظر دمشق إلى تلك الرسالة وأن تفهمها».
وأعرب وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس عن رضا باريس لمناقشة مشروع القرار الذى يلبى المطالب الرئيسية التى نادت بها فرنسا بالنسبة لأى مشروع قرار جديد متعلق بسوريا. وأضاف: «القرار يؤكد أن أى استخدام للأسلحة الكيميائية هو انتهاك للأمن الدولى، كما يسمح بتقديم المسئولين عن هذه الأفعال إلى العدالة».
من جانبه، أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية أوسكار فرنانديز تارانكو، أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السورية واستعادة السلام إلى البلاد هو الحوار والتسوية السياسية.
وكشفت مصادر فرنسية عن أن وزير الدفاع السورى السابق العماد على حبيب، الذى انشق عن النظام السورى، يوجد حاليا بباريس. وذكرت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، أمس، أن العماد على حبيب يعد أعلى رتبة فى الجيش تنتمى للطائفة العلوية تنشق عن النظام السورى، مشيرة إلى أن وزير الدفاع السابق قد يقوم بدور فى الحفاظ على دور الجيش السورى فى إطار عملية الانتقال التى من المقرر التفاوض عليها فى دمشق.