سيناريوهات مشاركة قطر: «تميم» فى دور المستضعف.. وتجاهل للأزمة
تميم بن حمد
قبل أسابيع من انطلاق القمة العربية المقبلة فى العاصمة السعودية الرياض، التى تم تأجيلها لشهر أبريل بسبب الانتخابات الرئاسية فى مصر، هناك عدة سيناريوهات تفرض نفسها على مشاركة قطر فى تلك القمة، التى تعد الأولى منذ قرار مقاطعة دول الرباعى العربى (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) لها فى شهر يونيو الماضى وما زال الوضع قائماً كما هو عليه، دون إيجاد أى حلول إيجابية لإعادة العلاقات مجدداً، بسبب تعنت الدوحة وتمسكها بسياسة دعم الإرهاب والتطرف فى المنطقة.
ورغم إعلان وزير الخارجية القطرى، محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، مشاركة بلاده فى أعمال القمة العربية المقبلة، إلا أن الدوحة لم تعلن حتى الآن عن مستوى تلك المشاركة التى يترقبها الكثير، وحول شكل المشاركة وسط حالة العزلة التى تتعرض لها الدوحة فى المحيط العربى بسبب انجرافها وراء إيران وتركيا وتفضيل علاقتها بتلك الدول عن محيطها العربى وحمايته من أى أخطار، بل تعد السبب الرئيسى لما تتعرض له المنطقة من تحديات أمنية خطيرة.
«مرسى»: لن تكون هناك اشتباكات.. و«كمال»: قطر فى حالة عزلة تامة.. و«أبوزيد»: ربما يشارك وزير خارجيتها مع استمرار الأزمة
ورغم تصريحات مسئولى دول الرباعى العربى لا سيما المملكة العربية السعودية حول الأزمة القطرية ووصفها بأنها أقل مما تشغلها، ويهتم بها مسئول ذو درجة صغيرة مثلما تحدث ولى العهد السعودى محمد بن سلمان حين زار القاهرة مؤخراً، إلا أن هناك سيناريوهات عدة ستفرض نفسها حول طريقة التعامل مع الحضور القطرى فى القمة العربية المقبلة، التى ستناقش قضايا عدة وعلى رأسها الوضع فى فلسطين والأزمة السورية والتطورات فى اليمن وغيرها من القضايا الأخرى، وكشفت مصادر دبلوماسية أن المملكة العربية السعودية لا يمكنها عدم تقديم دعوة لقطر لحضور القمة العربية المقبلة، حيث تعد الدوحة دولة عضواً فى جامعة الدول العربية إلا إذا كانت عضويتها معلقة مثل سوريا، وعليه من المنتظر دعوة قطر للحضور على أن تُحدد بنفسها المستوى الذى تريده لهذا الحضور، وأوضحت المصادر لـ«الوطن»، أن تعامل دول الرباعى العربى مع قطر لن يأخذ أكبر من حجمه وسيكون هناك نقاش للقضايا المطروحة على طاولة أعمال القمة المقبلة فى الرياض، إلا أن قطر ستكون المتضرر فى حالة رغبتها تمرير أى مشروع داخل الجامعة العربية، حيث تتعرض لعزلة داخل المجلس ومقاطعة لها من الدول الكبرى، وهى مصر والسعودية والإمارات والبحرين ودول أخرى أيضاً رفضت تسميتها، وأشارت المصادر إلى أنه فى حالة إثارة قطر لأزمتها داخل أروقة مجلس الجامعة العربية فى قمة الرياض سيكون الرد عليها حاسماً، ويكشف ما تقوم به من مخاطر فى المنطقة أمام الجميع حتى تتراجع عن سياستها الداعمة للدول المسئولة عن تأجيج الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط وما زالت تدعمها وتسمح لها بالتدخل فى شئون الدول العربية.
وتوقع سفير مصر السابق فى الدوحة السفير محمد مرسى حضور أمير قطر تميم بن حمد شخصياً القمة العربية، تمسكاً بالعادة القطرية، ولإظهار بلاده فى مظهر المستضعف، ولتزييف الحقائق كما تعودت الدوحة منذ سنوات طويلة.
وقال السفير محمد مرسى لـ«الوطن» إنه لا يتوقع أى اشتباكات ومشادات كلامية بين الرباعى العربى وقطر داخل أروقة مجلس الجامعة على مستوى القمة، ولكن إذا تقدمت قطر بشكوى للجامعة العربية وطلبت بحث هذه الحالة سيكون هناك رد قاسٍ من الدول العربية، مشيراً إلى أن الجامعة العربية نفسها تحرص على عدم التدخل فى شأن الدول العربية الكبرى، مصر والسعودية والإمارات والبحرين وتأمل حل الخلاف فى أقرب وقت. وشدد السفير مرسى على أن قطر تدرك جيداً أنها فى حالة عزلة داخل الجامعة العربية ولا تدعمها دول كبيرة حتى تتخذ موقفاً معادياً للرباعى العربى فى قمة الرياض.
ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور محمد كامل، إن قطر سوف تحضر باعتبار أنها عضو فى مجلس الجامعة العربية وستحاول الحضور لتقول إنها عضو وكامل العضوية فى الجامعة العربية، ولكن معرفة مستوى الحضور لم تحسم بعد، وبالتأكيد سيكون هناك حضور قطرى فى قمة الرياض، وأوضح محمد كمال أن الدوحة الآن فى حالة عزلة فى العالم العربى وداخل جامعة الدول العربية، وقدرتها على تمرير أى قرار لمصلحتها معدومة وستكون عرضة للانتقادات سواء فى القرارات أو كلمات المتحدثين خلال أعمال قمة الرياض المقبلة.
وحول فكرة الاشتباك بين الرباعى العربى وقطر، رأى أستاذ العلوم السياسية أن وجهة نظر الدول الأربع تجاه قطر لم تتغير عن مؤتمر وزراء الخارجية العرب السابق، وبالتالى ستكون هناك مطالبات لما تم طرحه من قبل ولن يكون هناك حديث جديد عن المطالب السابقة، ونفس المطالب ما زالت قائمة وبالتالى سوف يتم التعبير عنها فى القمة، وقال كمال «أعتقد أنه من خلال تصريحات ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى القاهرة مؤخراً أن درجة الاهتمام بهذا الموضوع ستكون أقل ولم يتم وضع الأمر فى الصدارة وسوف يستمر لفترة طويلة، مثل أزمة أمريكا وكوبا، ومسئول بدرجة أقل من وزير مهتم بالأمر، والدول الأربع ستكون استراتيجيتها التركيز على قضايا أخرى فى المنطقة وتجاهلها فى أعمال القمة وتركها للعلاقات الثنائية أو الآليات بين الدول الأربع إلا لو أثارت قطر هذا الموضوع سيكون هناك رد حاسم من قبل دول الرباعى العربى.
أما سفير مصر الأسبق فى الرياض سيد أبوزيد، فأكد أن قطر ربما ترسل وزير خارجيتها للمشاركة فى أعمال القمة العربية، حيث تدرك جيداً أن هناك تكتلاً عربياً ضدها وسوف تتعرض للإحراج فى حالة مشاركة أمير الدوحة فى أعمال القمة، وأوضح السفير سيد أبوزيد أن قطر ترغب فى إظهار أنها لم تتأثر بقرار المقاطعة، وأن الأمور تسير بشكل طبيعى، ولكن فى الحقيقة هى تعلم جيداً أنها فى حالة عزلة تامة داخل مجلس الجامعة العربية، وأن هناك ترقباً حول حضورها فى كافة الاجتماعات، سواء فى اجتماعات المندوبين الدائمين أو وزراء الخارجية، وأنها لا تستطيع تمرير أى قرارات تخدم مصالحها داخل الجامعة العربية حيث سيتم مقابلته بالرفض الفورى، وأشار سفير مصر الأسبق فى الرياض إلى أن دول الرباعى العربى أصبحت لا تهتم كثيراً بالأزمة القطرية، وتضع الحل بين يديها وتتعامل معها كأى قضية أخرى.