أنا مصرية بنت مصرية.. اتربيت فى بيت أبويا على سماع الكلام.. العيب والحرام (اللى أخويا بيرتكب معظمه) فى عالم الرجال اللى الظاهر إنى جيت فيه غلط.
شلت عن أبويا الهم والمصاريف وقبلت أفضل درجة تانية بعد أخويا اللى كل الامتيازات والحقوق ليه وجريت أشتغل وأساعد وماكلتش ولا قلت ليه.
وقفت مع أبوالعيال وربطت الحزام.. شمرت وشلت معاه الشيلة تمام.
سهرت وعلمت وفهمت وذاكرت الابتدائية والإعدادية كام مرة ولولا الملامة وقلة الحيلة كنت كملت مع العيال الدبلوم والجامعة كمان.
وقفت فى معارك الوطن فى كل ميدان من سنة 1919 وأنا ما بكلش ولا أنام.
حدفت من البلكونات والشبابيك الحلل المغلية والقباقيب أيام العدوان الثلاثى والبصل والخل وحجاب أمى وملاية السرير اللى حيلتنا بعدما قصيتهم حتت علشان إخواتى ما يموتوش من الدخان.
ووقفت فى الميدان وأنا مش فاهمة إيه اللى ورا الستار وكنت ورا إخواتى إيد بإيد أعالج المجروح وأخبى دموعى على اللى راح من غير ذنب... هتفت من قلبى لما نطّقت الحجر.. والعالم كله انبهر.
سهرت على النت ودونت وعملت جروبات وصفحات وشير لكل كلمة وفيديو يبين المستخبى من كلام منافقى كل الأزمنة والراقصين على كل الحبال وكشفت القابضين والمتاجرين بالوطن فى المنتديات بحجة حقوق الإنسان.
لميت شوية الفلوس اللى معايا أنا وإخواتى.. طبعت منشورات أطالب بالسلمية ولفيت أديها لكل من كان وشاركت فى الانتخابات وفى تأسيس أحزاب وائتلافات وجمع التوقيعات وشلت اليفط لحد ما كتفى اتخلع ودهنت نص أرصفة البلد.
وقفت أحمى بجسمى كنيسة ياما أمى قادت فيها شمع لستنا مريم وكانت بتقرا الفاتحة هناك.
وقفت أزغرد فى أجمل طابور اللى أحلى من طابور الجمعية لو حتى هيفرقوا الفراخ ببلاش.. وجبت معايا شوية بسكوت على ما قسم فرقته على الحبايب اللى أول مرة أشوفهم بس عارفاهم كويس وأنا بقول رأيى لأول مرة بجد فى استفتاء الدستور.
وقفت فى المنابر والمؤتمرات واتكلمت فى الفضائيات وكتبت فى الصحف والمجلات أنادى بحق كل مصرى (راجل وست)فى حياة كريمة وأحارب الفساد.
ذاكرت واجتهدت وعملت دكتوراه فى كل مجال من حقوق الإنسان.. لكل فروع العلم كمان.
اشتغلت كل الشغلانات من أول القمامة والفاعل لحد سواقة تاكسى ونقل وفان علشان أبوالعيال بعافية راقد فى البيت ومن زهقه سهران طول الليل على القهوة بيلعب دومينو ويتفرج على الفضائيات.
شلت العيلة كلها حتى الواد اللى اتخرج آخرتها مش عاجبه العجب ومنتظر شغلة مدير على الكافيهات.
جهزت علشان أستر البنات وشلت الكاسات والبطاطين وأطقم الخشاف تحت السرير وفوق الدولاب وعمالة أسدد فى جمعيات.
اتحرمت من أبوالعيال اللى اتغرب ياما ومكناش بنشوفه غير فى الأعياد وكنت الراجل فى سنين الغياب.
فرحت بالناس الطيبين بتوع ربنا اللى بيفرقوا الزيت والسكر على الغلبان وسباقين بالإحسان.
قدمت أغلى حاجة عندى حتة من قلبى لوطنى وكان واقف كما الصقر مقبل لا مدبر فى سينا وفى الواحات.. قدمت السبت والحد والاتنين.. وبعدين؟
وبعدين.. قالوا لى حطى القماشة دى على راسك.. وحطى دى كمان على وشك.. مش مهم أشوف.. أتكلم.. آكل.. أو حتى أتنفس.. ومن غير شكراً.. كفاية عليكى كده انت مش عارفة إن صوت المرأة عورة.. خليكى فى البيت.. ومتسأليش.. أصل أبوالعيال بيحب يمشى على السُنة ويستّر الولايا.. وبعد السنين العجاف اللى شفت فيهم المر معاه.. ربنا فتحها عليه.. علشان كده فرحه الليلة على العروسة الجديدة.. وأنا لسه ما قبلتش العزا ولسه ما فكتش الحداد.. ومستنية حق اللى راحوا والقصاص من الكلاب.. وهفضل مستنية وحقول لآخر العنقود على كل عمايلكم دى.. وحأربيه صح المرة دى علشان ياخد حقه وحقى.. علشان الظاهر أنا ما عرفتش أربى.
توقيع الصابرة.. العندية.. بهية.. وللحديث بقية.