افتح الصندوق
أعجبتنى للغاية رسالة الصديق عفت موافى، التى ضمنها اقتراحه لأبناء الستين أن يمضوا صيفهم أمام قصر الرئاسة فى مصر الجديدة، عسى أن ينظر إليهم رئيس الجمهورية بعين العطف. أبهرنى ما فى الرسالة من تدفق فى المشاعر، وحنين إلى زمن ولّى ولن يعود، كما قال هو «أيام البنطلون الشارلستون والشعر الطويل»، وقت أن كانت أم كلثوم تطل على عشاقها من خلال الراديو فيسهرون لسماعها، وهم يتناولون السندويتشات، جلساتهم فى الشرفة، قفشات يتبادلونها بمزاج رائق بعيداً عن صخب الحياة الذى نعيشه، ومفرمة العمل اليومية التى تكاد تحرم كلا منا من أن ينظر إلى وجهه فى المرآة.
مضت الحياة بأبناء الستين فلم يعودوا يستمعون إلى الست مساء الخميس الأول من كل شهر. أصبحت الجلسة الهادئة الرائقة فى البلكونات متعذرة بعد أن انتشرت الضوضاء فى كل ركن من أركان البلد، لم تعد السندويتشات لذيذة والقفشات مضحكة. صار العمر عبئاً بعد أن حاصرت الأمراض الأجساد المنهكة. أما المعاشات فلم تعد كافية لثمن جرعة مياه يبلعون بها قرصا مسكنا يريحهم من آلام المفاصل أو متاعب الضغط والسكر وغيرها من قائمة طويلة من الأمراض يعانيها نسبة لا يستهان بها من أبناء الستين.
يقترح الصديق «عفت» على أقرانه وأصدقائه ممن تجاوزوا الستين أن يقضوا صيفهم على رصيف رئاسة الجمهورية عسى أن يلتفت إليهم الرئيس مرسى، فيصلح من شأن معاشاتهم، وينظر بعين العطف إلى ملفات ظلت فى الأدراج تنتظر من يأتى يوماً ليرفع من فوقها التراب، ويجلو الصدأ فينصفهم، ويوفر لهم الحياة الكريمة فى أيام هم أحوج ما يكونون إليها، فهل يوفر عليهم الرئيس عناء الجلوس على الرصيف ويتحرك لإصلاح ما فسد؟