مسلمون ضد استهداف الكنائس والأقباط فى المحافظات: الفاعل مايعرفش ربنا

مسلمون ضد استهداف الكنائس والأقباط فى المحافظات: الفاعل مايعرفش ربنا
فى مركز ملوى بمحافظة المنيا، والذى تضرر فيه عدد من الكنائس والمدارس القبطية، مشهد يثير مشاعر الغضب لدى الجميع، فالأمر لم يُرضِ أحداً سواء من المسيحين أو المسلمين، الذين عملوا يداً بيد على إخماد النيران التى اشتعلت فى الكنائس.
قال تامر إبراهيم، أحد المسلمين فى ملوى، إن من يفعل ذلك بالكنائس لا يمكن أن يكون من المسلمين، وإن هذا حرام ولا يُرضى الله، «اللى بيعمل ده حرام ومينفعش يحصل ده معاهم»، وأوضح أن من أحرقوا الكنيسة سرقوا كل المحتويات التى كانت بها، قائلاً: «إحنا أول مرة نشوف الكلام ده هنا وأنا كمسلم مش عاجبنى كل اللى بيحصل ده، ممكن يكون الإخوان هما إلى بيعملوا كدا، هما كمان كل قياداتهم اختفوا من البلد بعد عزل الرئيس مرسى، وكان ليهم تأثير كبير على الناس».
يروى تامر الذى كان أحد شهود العيان على حريق الكنيسة الإنجيلية، أنه بعد صلاة الجمعة خرج مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسى من مسجد العرفانى، وكانت هناك مسيرة تندد بالجيش بعد فض الاعتصام فى «رابعة العدوية»، كما خرجت مسيرة أخرى لجماعة الإخوان وكانت مسيرة كبيرة، «وقت العصر كان هناك بعض ناس تجمعوا أمام الكنيسة وبصحبتهم أسلحة جرينوف وبعض الأسلحة من الرصاص الحى، وكان منهم عدد يرتدى الجلابيب ولا يوجد لديهم لحية، كان عددهم تقريباً يقرب من 25 وكان معهم سيارات ملاكى، وكانوا بيضربوا نار لحد ما حصل الحريق فى مبنى الكنيسة وكانوا بيرموا أنابيب البوتاجاز من فوق علشان محدش ييجى يطفّى الحريق، لأنه عايز المبنى يفضل مولّع، كان هناك اختفاء تام للشرطة والمطافى، وهو ما يثير الاستغراب، لكن الشرطة كانت بيضّرب عليها نار حى عند مركز الشرطة، ومحدش قدر يقف قدامهم من الناس بسبب إلقائهم أنابيب البوتاجاز أعلى المبنى المجاور للكنيسة».[SecondImage]
فى مركز مطاى، لم تختلف الآراء كثيراً، فقد عارض أحمد حسن، أحد المواطنين، فكرة الاعتداء على دور العبادة أياً ما كانت، يقول حسن :«طول عمرنا اتربّينا على احترام بعض، كلنا أصحاب، ولو حد اختلف مع واحد صاحبه مسيحى ميدخّلش الدين فى الموضوع، ولما بنختلف سوا ملناش دعوة بالكنايس، طول عمر الكنايس وسط بيوتنا وأجراسها بتسمّع فى بلادنا، إيه اللى جدّ على آخر الزمن علشان نعمل حاجة تغضب ربنا بإننا نأذى الناس.. لو حتى هنتكلم بالدين يبقى دول ذميين لا يجوز التعدى على صلبانهم وكنائسهم».
قال عمر سعد، الرجل الثلاثينى، الذى يعمل بأحد المتاجر المقابلة للكنيسة الإنجيلية بملوى، إن الذى حدث بالكنيسة لا يمكن أن يفعله مسلم، أو أحد ينتمى للإسلام بأى صورة، موضحاً: «اللى حصل فى الكنائس ده ميعملوش مسلم، واللى يقول عليهم مسلمين دول مش مسلمين أبداً».
يرى عمر أن الهدف الرئيسى من حرق الكنائس هو أمران، الأول، أنه بداية لهدم الدولة وإثارة الفتنة، وهدم الدولة مش هييجى إلا بإثارة الفتنة، و«ده هدف جماعة الإخوان من زمان، إما أن أحكم أو أهدم الدولة، ولكن مصر قوية وجيشها وشرطتها قوية وهنرجع أحسن من الأول، لا أعرف كيف كان مبارك ورجاله يحكمون الإخوان دون جيش، ولم يكن معه سوى جهاز الشرطة فقط، لكن الآن نحن معنا الجيش والشرطة وإن شاء الله هيرجعوا لجحورهم».
الحريق هنا بدأ بعد انطلاق مسيرة عقب بعد صلاة الجمعة، وقفت عربية هنا بالجرينوف وقاموا بإشعال النيران فى الكنيسة بأنبوبة البوتاجاز والكنيسة قديمة فيها عروق فى السقف ولذلك تم هدمها سريعاً.
يتحدث عمر عن علاقة المسلمين والمسيحين هنا فى ملوى، فيقول إنه يسكن فى شارع به أربع عائلات مسيحية، ويتبادلون التهانى دائماً فى الأعياد والمناسبات.. «إحنا بنعيّد عليهم فى عيدهم وهما كمان فى عيدنا، ومفيش أى مشكلة بينّا وبينهم نهائى، حتى إن حالات الوفاة تجد هناك وقوف مع بعضنا البعض فى أوقات الشدة، فالمسيحى يعتبر جزءاً من عائلة المسلم والعكس، حتى إذا حدثت مشكلة بين شخص مسلم ومسيحى تكون لأسباب عادية وليست لأسباب طائفية».