والد الشهيد أحمد مهدى: كان فرحان بشهادة الجيش عشان «قدوة حسنة» ورجع بشهادة أحلى فى علم مصر
![والد الشهيد أحمد مهدى: كان فرحان بشهادة الجيش عشان «قدوة حسنة» ورجع بشهادة أحلى فى علم مصر](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/143106_660_3891892_opt.jpg)
«خبر عاجل.. استشهاد المجند أحمد محمد مهدى، إثر جريمة قتل بشعة ارتكبها مجموعة من الإرهابيين فى منطقة سيناء»، تمت إذاعة الخبر على شاشات التليفزيون، وتصادف متابعة أسرة الشهيد للأخبار، فأصيب الجميع بالصدمة وصرخت والدته، بأعلى صوتها وبدأوا فى الاتصال على هاتفه المحمول لتأتيهم الرسالة المعتادة التى لا تعطى الأمل «الهاتف مغلق».
كان المجند الشهيد يعيش وسط أسرة بسيطة فى قريته «ميت القصرى» بالمنوفية، وهو عائلها الوحيد، كان يعمل فى الحقل والنجارة، حتى يستطيع تجميع 100 جنيه فى إجازته، ليعود به إلى والديه لشراء احتياجات المنزل، ويأخذ هو مبلغا بسيطا يعيش به أثناء وجوده بالمعسكر بالإضافة إلى راتبه البسيط فى الأمن المركزى.
الأسرة تلقت العزاء داخل المنزل، من أهالى القرية والمواطنين الذين توافدوا من جميع أنحاء المحافظة، «الوطن» كانت هناك وقدمت واجب العزاء، لأسرة الشهيد المكونة من 5 أفراد، الشهيد أحمد هو أوسط أشقائه، يعيشون داخل منزل بسيط مكون من طابقين.
الأم جلست داخل الصالة على الأرض وبجانبها جيرانها لا تملك أى منهن إلا تقديم كلمات عاجزة عن مساندتها فى مصابها، قالت الأم تسبقها دموعها: «مكنتش مطمنة وهو مسافر خدنى فى حضنه وهو ماشى.. بعدها سمعت الناس بتقول فيه عساكر ماتت فى سينا، قلت لهم ابنى فيهم، مكنتش مصدقة لغاية ما شفته فى التليفزيون وهو ميت وإيده مربوطة».
فى الطابق العلوى جلس الأب باكياً، وقال بصعوبة: «أحمد كان يعمل نجاراً أثناء وجوده بالقرية فى فترة الإجازة من المعسكر، كان محافظاً على صلاته ومحبوباً من أهالى البلد، كان طالع من البيت فرحان زى العريس عشان يجيب شهادة الجيش بتاعته، وفرحان أكتر عشان كان عارف أن درجة أخلاقه فيها «قدوة حسنة» معملش يوم غياب ولا تخلف ساعة عن مواعيده، بس تخلف عنى أنا ورجع لى بشهادة أحلى وفى علم مصر».
يضيف الأب: «لما سافر من هنا كلمنى الساعة 8 بالليل وقال لى إنه وصل عند واحد صاحبه عشان هيجيب المخلة بتاعته كان شايلها هناك، وقلت له خلى بالك من نفسك وصلى الفروض اللى فاتتك، وآخر تليفون منه كان لابن عمه «شهدى»، وقاله أنا كويس يا شهدى وهبات مع زمايلى فى الموقف هنا والصبح هاركب عربية هتطلع بينا على المعسكر، ومن ساعتها معرفناش عنه حاجة غير من التليفزيون أنه استشهد»، واختتم الأب المكلوم حديثه، موجها رسالة لروح نجله الشهيد «ربنا يرحمك يا أحمد ويجعل مصيرك الجنة وحسبى الله ونعم الوكيل فى اللى عمل كده».
أحد أقارب الشهيد أصر على تحميل الفريق أول السيسى واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، مسئولية عدم تأمين الجنود أثناء توجههم من وإلى المعسكرات بالأماكن المضطربة مثل سيناء، وقال: «قتل المجندين مدبر للانتقام من المنوفية التى وصفها بأنها «أنجبت عظماء حيّروا العالم»، ولم تسل بها نقطة دم واحدة بعد أن تصدينا لمحاولات اقتحام الأقسام وحافظنا على هدوء المحافظة منذ 28 يناير 2011 حتى اليوم.
وأضاف: «أنا ربيت الشهيد أحمد ولو محدش جابلنا حقه إحنا هنطلع من هنا ونروح على سيناء ونشوف مين اللى قتل أولادنا وناخد بتارنا منه، وعموما الحادث هو ثمن «عام من حكم الإخوان».