كافيه «مودرن» فى «الجمالية»: ممنوع دخول أهالى المنطقة
هو جزء من حى شعبى لكنه مختلف عنه تماما، خارجه تجد حيا شعبيا كل تفاصيله بسيطة ومواطنيه يغلب على ملامحهم الفقر، وداخله تجد ديكورا فخما يعود إلى فترة الخمسينات والستينات ورواده من الطبقة «الهاى كلاس» والأجانب.
«مقهى مودرن فى حى الجمالية».. فكرة طرأت فى ذهن «أم هايدى» إحدى سكان الحى، ليكون مقهاها مختلفا عن المقاهى الشعبية التى يمتلئ بها الحى، فقررت تنفيذها مستفيدة من السائحين الأجانب الذين يقومون بجولات استكشاف فى الأماكن الأثرية بالمنطقة وأصبحوا فيما بعد من رواد «المقهى المودرن».
عشرات اللوحات تزين حوائط المقهى، صور لفنانين قدامى مثل شادية ونجيب الريحانى واستيفان روستى، وصورة نادرة تجمع إسماعيل ياسين وسامية جمال.. على جانب آخر تجد صورا لبعض الشخصيات السياسية التى حكمت مصر ومنها الملك فاروق التى احتلت صوره جانبا كبيرا من الجدران، إلى جانب صورة واحدة لكل من جمال عبدالناصر والسادات. وبخلاف صور زعماء مصر تجد تحفا مرصوصة من الجيل القديم منها لمبات جاز كنوع من التزيين.
تاريخ المقهى يعود إلى 30 عاما، ومؤخرا جددته «أم هايدى» بعد أن قامت هيئة الآثار برصف المنطقة كلها وإنارتها، وافتتحت بعض المحال كبازارات، مما جذب عددا من الطبقة الراقية لزيارة المنطقة.
الغريب أن «أم هايدى» وهى من أهالى المنطقة، حظرت على أبناء منطقتها دخول الكافيه لأنه لا يناسبهم اجتماعيا: «أنا عارفة طبع الناس هنا ووجود أهالى الجمالية سيجعل الكافيه يفتقد كلمة (مودرن)». ليس هذا فقط بل تمنع أيضا عرض أى مباريات لكرة القدم أو خطب وبيانات سياسية مهمة حتى لا يتجمع أهالى المنطقة و«يعملوا دوشة فى المكان».
وكما صنعت «أم هايدى» جوا رومانسيا قديما بإذاعتها أغانى الجيل القديم مثل شادية وأم كلثوم، فإنها صنعت أيضا طوقا أمنيا من العاملين بالمطعم لحماية الزبائن: «بعض الزبائن من السياح يتعرضون لمضايقات من بعض أبناء المنطقة لذا أجعل عاملا يراقب الطريق، أصل أكل العيش مش بالساهل».