فرح سودانى فى القاهرة: الورد «علم».. والزغاريد «هتاف».. والموسيقى «نشيد وطنى»

فرح سودانى فى القاهرة: الورد «علم».. والزغاريد «هتاف».. والموسيقى «نشيد وطنى»
لم يكن حفل زفاف تقليديا، بل كان ثوريا، الهتافات المناهضة للنظام الحاكم كانت تعلو على أنغام الموسيقى ودقات الطبول، والمعازيم لا يصفقون على فقرات الحفل أو يزغردون، بل كانوا يهتفون بحماس: «الشعب يريد إسقاط البشير.. يا خرطوم ثورى ثورى لن يحكمنا لص كافورى».. هذا ما حدث فى حفل زفاف أربعة من شباب المعارضة السودانية فى القاهرة.
حسن وخيرى وزين وجورج هم العرسان الأربعة الذين خرجوا من السودان قسراً بعد مطاردات عنيفة من الأمن واستقروا فى القاهرة منذ سنوات؛ حيث يعمل الشقيقان حسن وخيرى فى التجارة، وزين صاحب سوبر ماركت، أما جورج فيعمل «شيف» فى مطعم.
الصداقة جمعت بين الأربعة، بعد أن تعارفوا عن طريق مقهى السودانيين فى وسط البلد؛ حيث عاشوا جميعاً حياة الغربة، وآلمهم الحنين إلى الوطن، وحين شاهدوا الثورة المصرية، تمنوا أن ينتقل ميدان التحرير إلى الخرطوم.
وقت أن كانوا يهتفون مع المصريين: «الشعب يريد إسقاط النظام» كانت نيتهم تتجه صوب بلدهم، وفقاً لكلام جورج، فالهتاف السورى والليبى والتونسى والمصرى أصبح الآن سودانيا.
لم يجتمع الأصدقاء السودانيون على الأحزان فقط؛ فالصدفة جعلت حسن وخيرى، الشقيقين، يقعان فى حب سمر وسمية، شقيقتى صديقهما زين، فقرروا الاحتفال بالخطوبة فى يوم واحد، كما أصر جورج أن يكون إكليله على حبيبته فى نفس يوم خطوبة صديقيه، وهو ما شجع زين على الارتباط بابنة عمه، التى كان يحبها منذ فترة طويلة، ليكون يوم خطوبته فى نفس يوم فرح أصدقائه وشقيقتيه.
اجتمعت المعارضة السودانية فى قاعة «أفراح» بمدينة نصر.. العرسان معارضون والعرائس بنات معارضين وشقيقات معارضين، واتفق المعازيم على الهتاف فور دخول العرسان للقاعة، تشجيعا لهم وتأييدا للمتظاهرين السودانيين فى الخرطوم، بل وحمل بعض المعازيم العلم السودانى، وسط زغاريد النساء والطبول النوبية، التى أحضرها صديق لهم نوبى كهدية الفرح، كما غنى مطرب سودانى ورقص العرسان والمعازيم وكانت مفاجأة الحفل عزف السلام الوطنى السودانى، الذى لقى ترحابا كبيرا من المعازيم.
حضر الحفل عدد كبير من الأسر السودانية والمصرية، وصديقات العرائس من السودانيات والمصريات.
حسن وخيرى وزين وجورج يتمنون أن يعودوا إلى السودان وينجبوا هناك بعد سقوط نظام البشير.