أول يوم عمل بعد العيد: موظفو مجمع التحرير صلّوا الظهر.. وزوّغوا من الشغل
مواطنون أثناء ذهابهم لمجمع التحرير أمس لقضاء حوائجهم
شهد مجمع التحرير بوسط العاصمة المصرية هدوءاً كبيراً فى أول أيام العمل بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، فى معظم المكاتب الحكومية التى يضمها بين جوانبه، ورصدت «الوطن» وجود أكثر من 90% من الموظفين على مكاتبهم، بينما غاب المواطنون عن الحضور إلى هذه المكاتب والأقسام الإدارية تماماً، وقضى معظم الموظفين أوقاتهم فى تبادل الأحاديث الجانبية تارة، وفى تناول الإفطار وشرب الشاى تارة أخرى، ومع رفع أذان الظهر بأروقة المجمع امتلأت الطرقات بالمصلين من كل المكاتب، وشهدت بعض الطرقات أكثر من صلاة جماعة فى الدور الواحد.
مشاهد فيلم «الإرهاب والكباب» للفنان عادل إمام، التى تم تصويرها فى المجمع لم تتغير تماماً، من حيث قدم المبنى، واصفرار حوائطه، وتهالك نوافذه وصدور روائح كريهة من بعض أركانه، وخاصة فى المناور والسلالم الداخلية التى يجمع فيها العمال القمامة، بجانب قيام الكثير من الموظفين بإغلاق الطرقات أمام المارة أثناء الصلاة، وقضاء أكثر من نصف ساعة يومياً فى الصلاة، وهو ما يؤكده أحد الموظفين بالطابق التاسع، فضل عدم ذكر اسمه، حيث أضاف «الناس عادة مابيروحوش المصالح الحكومية بعد العيد على طول، بيكونوا لسه مريحين وعندهم اعتقاد أن الموظفين لسه فى إجازة، لكن أغلبنا بييجى عشان الخصومات واللى بياخد إجازة بياخدها عارضة لو حصل عنده أى ظرف، والمجمع طول عمره كده، مفيش فيه أى تغيير من سنين، لازم المواطن يعدى على كذا موظف عشان يخلص الورق بتاعه».
«موظف»: «الناس عادة ما بتنزلش الشغل بعد العيد واللى بييجى خايف من الخصومات».. و«محمد»: «الحمد لله لقيت اللى يخلص لى أوراقى أخيراً»
وشهدت مكاتب التموين الطبى ومباحث الأموال العامة بالطوابق العليا، ونيابات التعليم والإدارة المحلية، هدوءاً حاداً، بالإضافة إلى مصلحة التأمين الاجتماعى، التى أعلنت فى ورقة بيضاء معلقة على أحد الأعمدة الموجودة بجوار السلم عن صرف إعانة عيد الأضحى للعمال غير المنتظمين فى العمل، واشترطت عليهم إحضار صورة الكارنيه وبرنت تأمينى، وصورة البطاقة الشخصية، ورغم ذلك كان الدور الرابع هادئاً جداً، ويكاد يكون خالياً من المواطنين، محمد السيد، 20 سنة، شاب نحيل الجسد، يجلس على كرسى بلاستيكى أمام القبة الدائرية، التى تغطى ساحة المدخل والتى تنبعث منها الروائح الكريهة وتلهو عليها القطط، يقول: «أنا جيت الصبح وتخيلت مش هلاقى موظفين بعد العيد، لكن الحمد لله لقيت كل الموظفين موجودين النهارده، وأنا قاعد فى مكانى كدا من ربع ساعة فى انتظار إنهاء أوراقى».
الأدوار الأولى التى توجد بها مصالح وزارة الداخلية مثل مصلحة الجوازات والهجرة، كانت مزدحمة جداً بالمواطنين المصريين والأجانب، عكس كل المصالح الحكومية بالأدوار العليا، ووقف الكثير من المواطنين فى طوابير أمام شبابيك إنهاء إصدار وتجديد جوازات السفر، وقام بعض أفراد الشرطة بتشديد إجراءات تفتيش الدخول إلى الجوازات من خلال وضع بوابة إلكترونية وجهاز تفتيش حقائب، واقتصر أيضاً عمل كشك ماكينة التصوير على المواطنين الذين كانوا ينهون أوراقهم بمصلحة الجوازات.
وشهدت ساحة المجمع الرئيسية بالمدخل الرئيسى حالة من الهدوء، رغم تعطيل وتوقف 4 مصاعد من مصاعد المجمع للأدوار الفردية والزوجية ولم يعمل إلا مصعد واحد خلفى، أشار إليه أحد أفراد الشرطة بعد طول انتظار بعض السيدات أمام المصاعد الرئيسية وتوقفها بالطابق الـ13.
وأمام ساحة المجمع الخارجية وقف عدد كبير من الأفارقة من الرجال والسيدات فى انتظار الحصول على تصاريح الإقامة الخاصة بهم داخل مصر، وتراص عشرات الأجانب فى طابور طويل خارج المجمع بجوار حاجز معدنى يلاصق باب الخروج، فيما انتظر الكثير من الأفارقة من الجنسيات المختلفة فى الحديقة الخضراء أمام المجمع، واستسلم بعضهم للنوم بعد طول الانتظار، ووقفت سيدة نيجيرية على يمين المجمع محتمية من أشعة الشمس تحت ظل المبنى الكبير، كانت تتحدث إلى بعض أقاربها من السيدات والرجال بنبرة مرتفعة ممزوجة بالغضب «هو عمل مشكلة المفروض يتحبس لوحدة مش يتحبس مع المجرمين»، وكانت تشكو من حبس أحد أقاربها فى أحد سجون الشرطة مع الجنائيين بعد إلقاء القبض عليه قبل إجازة العيد، وقبل دقات الواحدة ظهراً كان يتسابق موظفو المجمع فى الخروج بسرعة من المجمع قبل نحو ساعة كاملة من مواعيد العمل الرسمية وكان أغلبهم من السيدات.